يبدو أن الذهب عند أعلى مستوياته التاريخية حيث تقترب الأوقية من 3800 دولار مما أثار اهتمام المستثمرين في جميع أنحاء العالم في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للكثيرين الذين يسعون لحماية أموالهم من التضخم وأزمات الأسواق المالية ومع تزايد الطلب على هذا المعدن النفيس يتوقع الخبراء أن تستمر الأسعار في الارتفاع مما يجعل من المهم متابعة السوق والاتجاهات المستقبلية للذهب للاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية المميزة.
ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث سجلت مستويات قياسية غير مسبوقة، ويرجع هذا الارتفاع إلى تراجع الدولار وزيادة الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتبنى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، كما تتصاعد التوترات الجيوسياسية على الساحة العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
تحركات أسعار الذهب
ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلي بنحو 50 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5100 جنيه، وعلى الصعيد العالمي، صعدت الأوقية بنحو 42 دولارًا لتسجل 3785 دولارًا بعد أن لامست قمة تاريخية جديدة عند 3791 دولارًا، كما سجل جرام الذهب عيار 24 سعر 5829 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4371 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 14 سجل 3400 جنيه، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 40800 جنيه، ويُذكر أن أسعار الذهب كانت قد ارتفعت أيضًا خلال تعاملات أمس الإثنين بنحو 80 جنيهًا.
العوامل المؤثرة في السوق
يتطلع المستثمرون إلى صدور مؤشر مديري المشتريات الأمريكي الأولي وكلمة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في وقت لاحق من اليوم، حيث من المتوقع أن تمنح هذه العوامل إشارات أوضح حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية، وقد اخترق الذهب مستويات قياسية جديدة مدعومًا بتوقعات قوية بمزيد من الخفض في أسعار الفائدة، بالإضافة إلى الطلب المؤسسي المتزايد، ويظهر مؤشر CME FedWatch أن الأسواق تسعّر خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل الأوضاع الجيوسياسية المتصاعدة.
السياسة النقدية وتصريحات الفيدرالي
أشار جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، إلى أن قرار خفض أسعار الفائدة الأخير كان خطوة لإدارة المخاطر، مضيفًا أن البنك لا يرى ضرورة للتسرع في رفعها مرة أخرى رغم مخاطر التضخم المستمرة، كما يظهر توجه واضح داخل الفيدرالي مع تعيين المحافظ الجديد ستيفن ميران، الذي دعا إلى تيسير نقدي حاد، محذرًا من أن البنك المركزي يُخاطر بفرض تشديد مفرط قد يضر بأسواق العمل، ورغم معارضة بعض مسؤولي الفيدرالي لهذا التوجه، فإن تصريحات ميران عززت التكهنات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، مما ساهم في تراجع الدولار، وبالتالي دعم أسعار الذهب بشكل أكبر.
بيانات وتدفقات استثمارية
ارتفعت حيازات صندوق SPDR Gold Trust بنسبة 0.60% لتصل إلى 1000.57 طن، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يعكس تزايد إقبال المؤسسات الاستثمارية على المعدن الأصفر، كما سجلت الأسواق الهندية طلبًا قويًا على الذهب رغم الأسعار المحلية المرتفعة، حيث بلغت أقساط الذهب الفعلية في الهند أعلى مستوياتها في عشرة أشهر قبيل موسم الأعياد، مما يشير إلى مرونة استثنائية في الطلب، على الصعيد الجيوسياسي، تصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا، فيما تزايدت حدة الصراع في الشرق الأوسط، مما يعكس أهمية الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
التوقعات المستقبلية
تشير المؤشرات إلى أن العوامل الأساسية الداعمة للذهب لا تزال قوية، بدءًا من توقعات خفض الفائدة وتراجع العوائد الحقيقية، وصولًا إلى الطلب العالمي المرتفع والمخاطر الجيوسياسية، ومن المرجح أن أي إشارة من باول نحو التيسير النقدي أو بيانات اقتصادية ضعيفة ستدفع الذهب لموجة صعود جديدة، مع بقاء الأوقية قريبة من حاجز 3800 دولار.
في النهاية، تبقى أسواق الذهب تحت تأثيرات متعددة تتراوح بين السياسات النقدية والتوترات الجيوسياسية، مما يجعل متابعة الأسعار والاتجاهات أمرًا بالغ الأهمية للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.