الرئيس الكولومبي الذي دعا لتوحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين بعد قرار أمريكا ضده

بعد قرار أمريكا ضده أصبح الرئيس الكولومبي الذي دعا إلى توحيد الجيوش لتحرير فلسطين شخصية مثيرة للجدل في الساحة السياسية العالمية فقد أثار هذا القرار ردود فعل متباينة بين المؤيدين والمعارضين حيث يعتبر البعض أن دعوته تعكس التزامه بالقضايا الإنسانية بينما يرى آخرون أنها قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة إن دعوته لتوحيد الجيوش ليست مجرد كلمات بل تعبر عن رؤيته لضرورة التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات التي تواجه فلسطين ويعتبر هذا الموقف جزءا من سياسته الخارجية التي تهدف إلى تعزيز السلام والعدالة في العالم العربي رغم الضغوط التي يواجهها من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

خطاب غوستافو بيترو في الأمم المتحدة: دعوة لتحرير فلسطين

أثار الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو جدلاً واسعاً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أطلق خطابًا ناريًا دعا فيه دول العالم إلى "توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين"، مستحضرًا رموز التحرر في أمريكا اللاتينية وموجهًا انتقادات حادة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. في كلمته، لم يكتفِ بيترو بالتعبير عن موقف سياسي، بل دعا بشكل مباشر إلى حمل السلاح من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود ضد الظلم.

دعوة تاريخية للانضمام إلى الجيوش

في خطابه الأخير، لم يتردد بيترو في دعوة الجيوش والشعوب للانضمام إلى النضال من أجل فلسطين، حيث قال بلهجة حاسمة: "لقد اكتفينا من الأقوال" وأشار إلى الشعوب التي هزمت هتلر، مؤكدًا أن الوقت قد حان للتحرك. هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات، بل كانت دعوة مباشرة للتضامن مع الفلسطينيين في محنتهم، مما يعكس رؤية واضحة لأهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية.

الرئيس الكولومبي

رموز التحرر في حديثه

أعاد بيترو في خطابه إلى الأذهان رموز التحرر في أمريكا الجنوبية مثل سيمون بوليفار وجوزيبي غاريبالدي، مشيرًا إلى أن النضال من أجل الحرية هو نضال عالمي يتجاوز الحدود الوطنية. استشهد بكلمات بوليفار الشهيرة "الحرية أو الموت"، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة لا يستهدف الفلسطينيين فقط، بل يطال الإنسانية جمعاء. هذه الرسالة تعكس إيمان بيترو بأن الحرية هي حق أساسي لكل البشر، وأنه لا يوجد عرق متفوق أو شعب مختار، بل كل البشرية تستحق العيش بكرامة.

انتقادات لاذعة للسياسات الأمريكية

وجه الرئيس الكولومبي انتقادات حادة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، معتبرًا أنهما يسهمان في قتل الديمقراطية على مستوى العالم. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تعلم الديمقراطية، بل تقتلها، داعيًا الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الإبادة في غزة. كما انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن سياساته تساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية.

خطوات عملية تجاه القضية الفلسطينية

منذ توليه الرئاسة، اتخذ بيترو خطوات جريئة لدعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك طرد السفير الإسرائيلي من كولومبيا وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب. كما اعتبر ما يحدث في غزة "إبادة جماعية"، مما جعله واحدًا من أبرز الأصوات المدافعة عن الفلسطينيين في أمريكا اللاتينية. وقد أشار إلى أن كولومبيا كانت قد اعترفت رسميًا بدولة فلسطين في عام 2018، مما يعكس التزام بلاده بالسلام العادل والدائم.

أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة

في تطور مفاجئ، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء تأشيرة بيترو بعد أن شارك في وقفة احتجاجية مؤيدة للفلسطينيين، مما يعكس توتر العلاقات بين واشنطن وبوغوتا. ومع ذلك، أظهر بيترو تحديًا واضحًا للقرار الأمريكي، مؤكدًا على استقلاليته السياسية ورفضه للضغوط الخارجية. هذه الأحداث تفتح المجال لتوترات جديدة في العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل محاولات بيترو لتبني سياسة خارجية أكثر استقلالية تركز على تعزيز التعاون مع دول الجنوب العالمي.