أسعار النفط تستقر في ظل تقييم السوق لزيادة “أوبك+” للإمدادات حيث يسعى المستثمرون إلى فهم تأثير هذه الزيادة على الأسعار المستقبلية للنفط في الوقت الذي تتقلب فيه الأسواق العالمية نتيجة لعوامل متعددة مثل الطلب المتزايد من الاقتصادات الكبرى والتوترات الجيوسياسية التي قد تؤثر على الإمدادات كما أن استقرار الأسعار يعد مؤشرا إيجابيا للمستهلكين والمنتجين على حد سواء مما يعكس توازن السوق في هذه المرحلة الحرجة من الزمن حيث يتابع الجميع عن كثب أي تطورات قد تؤثر على هذه الديناميكية الاقتصادية الحيوية.
تقلبات أسعار النفط وتأثير قرارات "أوبك+"
تتأرجح أسعار النفط بين المكاسب والخسائر المحدودة، في ظل تقييم المستثمرين لتأثير قرارات الإمدادات الجديدة من "أوبك+" التي تقودها السعودية، حيث ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1% ليغلق قرب مستوى 62 دولاراً للبرميل، مما يعني استمرار المكاسب لليوم الثالث على التوالي، وقد قرر التحالف الذي يضم روسيا وعدداً من المنتجين زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما أبقت السعودية أسعار خامها الرئيسي الموجه لآسيا دون تغيير، وهو ما كان مفاجئاً للمتعاملين الذين توقعوا رفع الأسعار.
نظرة على شحنات الطاقة الروسية
تراجعت أسعار الخام في شهري أغسطس وسبتمبر نتيجة المخاوف من حدوث فائض وشيك في المعروض، حيث رفع تحالف "أوبك+" إنتاجه خلال الأشهر الماضية في محاولة لاستعادة الحصة السوقية، بينما يستمر الإنتاج في الزيادة لدى المنافسين في الأميركيتين، ويترقب المتعاملون الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية وتأثيرها على الإمدادات، حيث استقرت شحنات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً بالقرب من أعلى مستوياتها في 16 شهراً، مع تحويل الإمدادات إلى موانئ التصدير بعد الضربات الجوية التي استهدفت المصافي، مما زاد الضغط على طاقتها التشغيلية، وفي الوقت نفسه، ينظر الاتحاد الأوروبي في حزم عقوبات جديدة قد تقلص تدفقات الطاقة الروسية.
مؤشرات إيجابية في الربع الثالث
شهدت شركة "شل" تحسناً في أداء وحدة تجارة النفط والغاز خلال الربع الثالث، بعد أن عانت في الفترة السابقة بسبب التقلبات الجيوسياسية، في حين أعلنت "إكسون موبيل" أن هوامش التكرير تعافت في الربع الثالث، مما أضاف نحو 500 مليون دولار إلى الأرباح مقارنة بالربع السابق، هذه التطورات تشير إلى أن السوق قد يشهد مزيداً من التحسينات في الأداء مستقبلاً، مما يبرز أهمية متابعة الأحداث العالمية وتأثيرها على أسعار النفط.