تعتبر منح درجة الماجستير في دراسة مخاطر استغلال التنظيمات الإرهابية للفضاء الإلكتروني من البرامج الأكاديمية الحيوية التي تركز على تحليل التهديدات المتزايدة في العالم الرقمي حيث يكتسب الطلاب المهارات اللازمة لفهم كيفية استغلال الجماعات المتطرفة للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز نشاطاتها وتجنيد الأفراد كما تساهم هذه الدرجة في تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه التحديات من خلال الأبحاث والدراسات المتعمقة في هذا المجال مما يساعد في تعزيز الأمن السيبراني وحماية المجتمعات من المخاطر المرتبطة بالإرهاب الإلكتروني.
أميرة الرفاعي تتألق في مجال العلوم السياسية
حصلت الكاتبة الصحفية أميرة الرفاعي على درجة الماجستير في العلوم السياسية والاستراتيجية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وذلك عن رسالتها المعنونة "مخاطر استغلال التنظيمات الإرهابية للفضاء الإلكتروني وتأثيره على الأمن القومي العربي – دراسة حالة: داعش"، وقد نالت تقدير امتياز بعد مناقشة علمية غنية تناولت أبعاد هذه الظاهرة وتأثيراتها على الأمن القومي العربي بمختلف مستوياته، مما يعكس عمق البحث وجودته.
ترأس لجنة المناقشة اللواء الدكتور محمد الدسوقي سيد الأهل، مساعد مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، تحت إشراف الدكتور نجاح عبد الفتاح الريس، عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، وعضوية العقيد أركان حرب الدكتور محمد محي الدين، وقد أشادت اللجنة بمستوى الرسالة وأهميتها العلمية في تناول أحد أبرز التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي في العصر الرقمي، حيث تم منح الباحثة الدرجة العلمية عن جدارة، مشيدةً بجهودها البحثية وأسلوبها التحليلي.
دراسة شاملة حول الفضاء الإلكتروني والإرهاب
تناولت الدراسة التحول الذي شهده الفضاء الإلكتروني من مجرد وسيلة اتصال إلى ساحة حرب رقمية تستغلها التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، حيث قدمت الباحثة تحليلًا معمقًا لتأثيرات تلك الظاهرة على الأمن القومي العربي، بمختلف أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، كما استعرضت التطور التاريخي للإسلام السياسي منذ سقوط الخلافة العثمانية، مرورًا بتأسيس جماعة الإخوان، وصولًا إلى بروز التنظيمات الجهادية الحديثة، ودور التكنولوجيا والاتصالات في انتشار الإرهاب.
خصصت الدراسة فصلًا للفضاء الرقمي بوصفه البنية التحتية الاستراتيجية للجماعات المتطرفة، موضحةً كيفية توظيفها للتكنولوجيا في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتمويلها عبر العملات المشفرة، واستغلالها في تجنيد الأفراد ونشر الفكر المتطرف، أما الفصل الأخير فقد تناول تنظيم داعش كنموذج واضح للإرهاب الإلكتروني، موضحًا كيف استخدم التنظيم المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي كأدوات إعلامية للتجنيد والتخريب والتضليل، مع تحليل تأثير تلك الممارسات على استقرار الدول العربية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
توصيات مهمة لمواجهة الإرهاب الإلكتروني
انتهت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات المهمة، من أبرزها تعزيز منظومة الأمن السيبراني العربي وبناء بنية رقمية أكثر صلابة، بالإضافة إلى إصدار تشريعات عربية موحدة لمكافحة الإرهاب الإلكتروني، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في رصد وتتبع المحتوى الإرهابي على الإنترنت، كما دعت إلى إطلاق حملات توعية مجتمعية موجهة للشباب للحد من خطر التجنيد الإلكتروني، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال.
حضرت المناقشة مجموعة من الشخصيات البارزة، بما في ذلك اللواء خالد عبد الرحمن، مستشار مساعد وزير الدفاع بالمجلس العسكري سابقًا، والعميد يوسف كمال، والكاتب الصحفي أحمد الليموني، ورئيس التحرير التنفيذي لبوابة الفجر الإلكترونية، بالإضافة إلى العديد من الإعلاميين والباحثين، مما يعكس أهمية الموضوع والاهتمام الكبير الذي يحيط به.
