في خطوة مهمة لتعزيز استقرار الطاقة في العراق يرفع الإنتاج الكهربائي وقت الذروة لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة خلال فصول الصيف الحارة حيث تسعى الحكومة إلى تحسين البنية التحتية للطاقة وزيادة كفاءة الشبكة الكهربائية مما يساهم في تقليل الانقطاعات المتكررة ويعزز من تجربة المستخدمين اليومية كما أن هذه الجهود تعكس التزام العراق بتوفير الطاقة المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال استثمار الموارد المحلية والطاقات المتجددة مما يجعل البلاد أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية في قطاع الطاقة.
العراق يحقق تقدمًا ملحوظًا في إنتاج الكهرباء
تمكن العراق، للمرة الأولى، من رفع إنتاج الكهرباء إلى أكثر من نصف احتياجاته خلال أوقات الذروة، مما يقترب به من إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء التي عانت منها البلاد لسنوات عديدة، هذا الإنجاز يسمح للعراق بتقليل اعتماده على استيراد الغاز الإيراني المتقلب، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال الطاقي.
زيادة إنتاج الكهرباء في العراق
وفقًا لوزير الكهرباء زياد علي فاضل، فإن العراق قد تمكن من رفع إنتاجه إلى أكثر من 28 ألف ميغاواط، على الرغم من التحديات المرتبطة بتأمين الوقود الغازي لغالبية المحطات، حيث يعاني العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، من فجوة كبيرة بين إنتاج الكهرباء والطلب عليها، حيث يتراوح الطلب بين 48 ألف ميغاواط و55 ألف ميغاواط خلال أوقات الذروة، مما يؤدي إلى انقطاعات متكررة، خاصة في فصل الصيف.
الاعتماد على الغاز الإيراني والتوجه نحو الطاقة المحلية
من أجل سد هذه الفجوة، تلجأ بغداد إلى استيراد نحو 50 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني منذ عام 2017، مما يتطلب الحصول على إعفاء أميركي من العقوبات المفروضة على طهران، وقد وصلت إمدادات الغاز الإيرانية منذ ذلك الحين إلى أكثر من 52 مليار متر مكعب، بقيمة تجاوزت 15 مليار دولار، ولكن إيران غالبًا ما تقلص هذه الإمدادات أو تقطعها، مما يعمق الأزمة.
وفي إطار جهود العراق للتقليل من الاعتماد على الغاز الإيراني، يعمل وزير الكهرباء على إبرام عقود لإنشاء محطات إنتاجية تعمل بالوقود المحلي، بطاقة تصل إلى نحو 48 ألف ميغاواط، حيث يحتاج العراق إلى الوصول إلى 40 ألف ميغاواط لضمان توفير الطاقة على مدار اليوم، وقد أشار مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الكهرباء، عادل كريم، إلى أن البلاد تتطلع لزيادة إنتاج الكهرباء بنحو ثلاث مرات خلال خمس سنوات، ليصل إلى 75 ألف ميغاواط، مع تكثيف مشاريع الطاقة المتجددة ودعوة الشركات العربية والغربية للاستثمار في هذا القطاع.