تعتبر الفضة من المعادن الثمينة التي تحظى بشعبية كبيرة بين المستثمرين والمهتمين بالأسواق المالية منذ عقود طويلة وقد شهدت أسعار الفضة تقلبات ملحوظة عبر الزمن مما يجعل السؤال عن متى تتجاوز الفضة ذروة سجلتها عام 1980 موضوعًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة للكثيرين فعام 1980 شهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الفضة نتيجة للطلب المتزايد والتوترات الاقتصادية مما أدى إلى تسجيلها مستويات قياسية قد يصعب الوصول إليها مرة أخرى ومع ذلك فإن تحليل السوق الحالي والعوامل الاقتصادية العالمية يمكن أن يعطي مؤشرات حول إمكانية تجاوز هذه الذروة في المستقبل القريب أو البعيد لذا يبقى السؤال قائمًا حول متى ستستعيد الفضة بريقها وتحقق أرقامًا جديدة قد تفاجئ المستثمرين وتعيد لهم الأمل في تحقيق الأرباح من هذا المعدن الثمين.
تاريخ أسعار الفضة: رحلة عبر الزمن
مع اقتراب أسعار الفضة من مستوياتها التاريخية، يتساءل الكثيرون عن السعر القياسي الذي بلغته في السابق، وتاريخ هذه المعادن الثمينة يروي لنا قصة مثيرة. ففي مطلع عام 1980، شهدت الفضة ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار، نتيجة سعي الأخوين هانت للسيطرة على السوق، مما أدى إلى طفرة في الأسعار لم تشهدها الفضة من قبل. وعلى الرغم من الطفرات الكبيرة التي شهدتها أسواق السلع في السبعينيات والثمانينيات، إلا أن الفضة لم تتجاوز أسعارها الحالية القمم التي حققتها في تلك الفترة.
السوق المرجعية في لندن
لتحديد السعر الدقيق الذي وصلت إليه الفضة في يناير 1980، يجب النظر إلى السوق المرجعية، حيث تُعتبر سوق لندن هي المعيار العالمي. في هذه السوق، يتم تداول المعادن الثمينة خارج البورصة، وتُحدد الأسعار المرجعية يوميًا عبر مزاد رسمي. في 18 يناير 1980، بلغ السعر القياسي للفضة 49.45 دولار للأونصة. ورغم محاولات الحصول على بيانات أسعار التداول اليومي من تلك الفترة، لم تتوفر معلومات دقيقة، لكن السجلات المتاحة منذ عام 1993 تشير إلى أن أعلى سعر خلال التداول اليومي في السوق اللندنية قد بلغ 49.8044 دولار للأونصة في 25 أبريل 2011.
أرقام قياسية في نيويورك وشيكاغو
وفي السياق ذاته، سجلت بورصة "كوميكس" (Comex) في نيويورك السعر القياسي أيضًا في 18 يناير 1980، حيث بلغت الأسعار 50.35 دولار وفقًا لمجموعة "سي إم إي" (CME Group)، المالكة للبورصة. بينما أشارت بيانات صحفية إلى أن السعر بلغ 50.36 دولار، وهو الرقم الذي ورد في تقرير لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية عام 1982 حول أزمة الفضة. هذه الأرقام تعكس أهمية الفضة كسلعة استراتيجية، تظل محط اهتمام المستثمرين والمهتمين بأسواق السلع.