نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسعد هيكل يكتب: المسلسل الدرامي “سجناء الرأي والسياسة في مصر” - أحداث اليوم, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 06:06 صباحاً
إذا كان هناك حقًا نية صادقة في إصلاح حال الدراما التي يقدمها الفن المصري في المسلسلات أو الأفلام السنيمائية، في ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية، والسيد رئيس الوزراء أو دعوة الهيئة الوطنية للإعلام مؤخرًا لمؤتمر يبحث في هذا الإصلاح.
فتلك بعض المشاهد لسيناريو مسلسل درامي تمثل نموذجًا واحدًا مما نعيشه في حياتنا اليومية من دراما واقعية وحقيقية، لأحزان وآلام الناس في بلادنا، لعل المسؤولين عن هذا الإصلاح، يتحلوا بقدر من الشجاعة والمصداقية في إنتاجها وعرضها تليفزيونيًا، ربما تتعاطف قلوبهم، لرفع ظلم واقع على مظلومين، أو إفراج مسجونين:
– المشهد الأول: لمحامي في منتصف العقد الخامس من العمر، يخرج من بيته متجها إلى محكمة الأسرة، لإقامة دعوى نفقة لسيدة لديها 3 أطفال بمراحل التعليم المختلفة، ضد زوجها الذي عجز عن الإنفاق عليهم، بعد أن فُصل من عمله بإحدى شركات القطاع العام التي بيعت لأحد المستثمرين بثمن بخس زهيد، والذي قام بعد شرائها بطرد العمال وإغلاق أبوابها ووقف نشاطها تمهيدًا لبيع أراضيها وكافة ممتلكاتها بثمن ضخم كبير يزداد به ثراءً.
ملاحظة: لقطات تظهر على الشاشة أثناء عمل المحامي وسعيه بالمحكمة، للحصول على حكم نفقة لموكلته، للشركة التي كان يعمل بها زوج موكلته، وتبدوا مبانيها وقد عم الخراب فيها، وصدأت ماكيناتها ومعداتها، بينما في لقطة أخرى يظهر عمال الشركة الذين طُردوا من عملهم وهم جالسون حول ترابيزة بأحد المقاهي الشعبية، بعضهم منكفيء على هاتفه المحمول يلعب لعبة الدومنيو الافتراضية والبعض الآخر يلعب بالفعل مع بعضه لعبة الطاولة الواقعية.
– المشهد الثاني: بعد مرور حوالي عام وبعد تردد المحامي ولفه كعب داير عشرات المرات على ثلاث محاكم ما بين مناطق مصر الجديدة، والتجمع الخامس ومدينة نصر وعدة جهات شرطية وحكومية، لعمل تحريات وإجراءات إدارية وحضور جلسات قضية النفقة لموكلته وصغارها، هيئة المحكمة تحكم بإلزام الزوج بأن يؤدي لزوجته وأولاده مبلغ نفقة ضئيل قدره ألف وخمسمائة جنيه!
– المشهد الثالث: ما بين المحكمة وبنك ناصر الاجتماعي ـ بعد عدة إجراءات إدارية يستخرج المحامي صورة الحكم التنفيذية لكنه يفشل في العثور على أي أموال أو ممتلكات للزوج يحجز عليها، فيتجه إلى بنك ناصر الاجتماعي، لتنفيذ الحكم للحصول على مبلغ النفقة، وفقًا للقانون، الذي ألزم البنك بأداء مبلغ النفقة للزوجة وأولادها في حال عجز الزوج عن أدائها، ثم يرجع البنك بعد ذلك على الزوج بقيمة ما أداه.
– المشهد الرابع: المحامي يتقدم بالحكم، إلى الموظف المختص بتنفيذ الأحكام بالبنك، فيطلب منه الأخير تقديم قائمة بحوالي 10 مستندات أخرى إضافية كشروط لتنفيذ الحكم، ويخطره بأنه غير مسموح للبنك أن يصرف له سوى مبلغ 500 جنيه فقط كحد أقصى من قيمة النفقة المحكوم بها للزرجة وأولادها وفقاً للتعليمات الحكوميه لديه في هذا الشأن!
– المشهد الخامس: داخل مكتب المحامي ليلًا ـ تذهب السيدة صاحبة الحكم للمحامي بصحبة أطفالها الثلاث وتسأله بلهفة عما حدث لها وصغارها من نفقة بالحجز على أموال زوجها أو من البنك؟ فيقول لها المحامي إن زوجها ليس لديه أموال يُحجز عليها، وإن مطلوب منها دفع رسوم إضافية لتجهيز مستندات أخرى طلبها البنك كي يصرف لها مبلغ 500 جنيه فقط لا غير، وإلى هنا يمر وقت من الصمت وتتحول الكاميرا إلى وجوه الأطفال وهم يلتفتون إلى شاشة التليفزيون التي كانت تعرض حينها أحد المشاهد لمسلسل يظهر فيه عدد من الفنانين يجلسون حول حمام سباحة وأمامهم مائدة طعام فاخرة بأحد المنتجعات، بينما يتخلل المسلسل إعلانات عن بيع وحدات سكنية بأحد الكمباوندات التجارية والسكنية التي أقيمت على أراضي الشركة التي كان يعمل بها أبيهم!! لترتسم بعدها مشاعر حزينة على وجوههم، ثم ينتهي هذا المشهد بخروج السيدة من مكتب المحامي ممسكة بأيادي أطفالها وهي تنظر إلى شاشة التلفاز والدموع تنهمر من عينيها وتبكي بحزن ومرار.
– المشهد السادس: لرجل عجوز كان ينتظر دوره بمكتب المحامي، بعد أن جاء إلى القاهرة من رحلة سفر مرهقة من إحدى المحافظات النائية، يدخل لمقابلة المحامي وهو يتكئ بصعوبة على عصا، ليحكي للمحامي عن أن لديه ابن وحيد قُبض عليه منذ حوالي شهر ولا يعلم أين يكون ابنه مسجون الآن؟!، فيسأله المحامي عن سبب القبض على نجله، فيقول إن ابنه كتب بوست على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيه اقتراض الحكومة قروض خارجية، وبيعها لشركات القطاع العام، وتشريد عمالها وغلق مصانعها وشركاتها، وأن المستثمر الذي اشترى الشركة التي يعمل بها فصله من العمل، وأزه أصبح بعد ذلك عاطلاً، وعاجزًا عن الإنفاق على زوجته وأبنائه، وأنهى ما كتبه في هذا البوست بأنه قرر الاعتصام أمام مجلس النواب احتجاجًا على ذلك! لكن عند قدوم الليل حضرت إلى منزله قوة بوليسية واقتحمت البيت وقبضت على نجله ولا يعرف أين هو الآن؟!.
ملاحظة: يظهر أثناء ذلك، مشهد سيدة مسنة، هي زوجة الرجل العجوز طريحة الفراش بإحدى المستشفيات وهي تدعو الله أن يُخلي سبيل ابنها الوحيد أو يصدر عفو رئاسي عنه.
– المشهد السابع: المحامي ينظر إلى الرجل العجوز وقد شرد ذهنه، وفكره في قضية السيدة وأطفالها الذين خرجوا توًا من مكتبه، ثم فجأة يسأل المحامي الرجل العجوز: هل باستطاعتك أن توفر نفقة من المال لزوجة وأطفال ابنك المحبوس؟!.. وهنا تبدوا على الرجل العجوز علامات الاندهاش وهو يمسك أذنه ويجذبها للأمام ويسأل المحامي: هل تقصد نفقات أتعابك في قضية ابني المحبوس؟!
– المشهد الأخير: يغلق المحامي شاشة التليفزيون ويودع الرجل العجوز متمنيًا لزوجته الشفاء، ثم يجلس على مكتبه ويتناول ورقة وقلم ويكتب:
نداء إلى السيد رئيس الجمهوريةتحية طيبة وبعد،نلتمس من سيادتكم:– العفو عن سجناء الرأي والسياسة.– إعادة النظر في السياسات الاقتصادية للحكومة والتي ترتب عليها الكثير من آلام ومعاناة الناس.– البدء في مصالحة وطنية شاملة، تداوي جراح المجتمع، وتنهي حالة الحزن والخصام، ليشارك جميع المصريين في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، من خلال تشكيل حكومة ائتلاف وطني من سياسيبن يعرفهم الشعب ويعرفون مشاكله ويمثلون كل أطيافه تمثيلًا حقيقيًا.وتفضلوا سيادتكم بقبول بالغ التقدير والاحترام.وإلى هنا ينزل تتر نهاية هذه الحلقة من المسلسل مع مشاهد مقتطفة لشخصياته، وأحداثه، وصوت سعيد صالح يغني قصيدة السجن.. الناس فاكرنا وساكتين ليه؟ الناس بتلاقي العيش إزاي؟ الناس بتروح الشغل إزاي؟ الناس بيجيلهم نوم إزاي؟ملحوظة أخيرة: جميع تلك الوقائع حقيقية بأسماء أشخاصها، والعمال المفصولين، ومباني الشركة الخربة والمغلقة حتى الآن.
اقرأ أيضًا:
0 تعليق