يُعد عيد الفطر المبارك مناسبة دينية يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، مُعلنين نهاية شهر رمضان المبارك. ورغم وحدة الشعائر الدينية، إلا أن لكل بلد إسلامي عاداته وتقاليده الفريدة التي تضفي طابعًا مميزًا على الاحتفال بالعيد.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز العادات والتقاليد المرتبطة بعيد الفطر في مختلف الدول الإسلامية.

صلاة العيد

العادات المشتركة بين المسلمين في عيد الفطر

 صلاة العيد

تُعتبر صلاة العيد من أبرز مظاهر الاحتفال، حيث يجتمع المسلمون في الساحات والمساجد الكبرى لأدائها والاستماع إلى خطبة العيد.

تُقام الصلاة في الصباح الباكر بعد شروق الشمس بربع ساعة تقريبًا، ويتبعها تبادل التهاني بين المصلين.

زكاة الفطر

زكاة الفطر، هي فرض واجب على المسلمين تُؤدَّى بمناسبة انتهاء شهر رمضان المبارك.

يبدأ وقت وجوبها مع غروب شمس آخر يوم من رمضان، أي ليلة عيد الفطر، ويمتد حتى صلاة العيد.

يُستحب إخراجها قبل صلاة العيد، كما أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بذلك، حيث قال: “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” .

يجوز تعجيل إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، وفقًا لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما: “كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين” . أما تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، فهو غير جائز عند جمهور العلماء، وتُعد صدقةً عاديةً حينها، وليس زكاة فطر.

التكبيرات

تبدأ تكبيرات العيد من غروب شمس ليلة العيد ( أي  تبدأ من رؤية هلال شوال أي بغروب شمس آخر يوم من رمضان ) وتستمر حتى صلاة العيد، حيث يردد المسلمون عبارات التكبير تعظيمًا لله وشكرًا على نعمة إتمام الصيام.

تبادل الزيارات وصلة الرحم

يحرص المسلمون على زيارة الأقارب والأصدقاء وتبادل التهاني، تعزيزًا لأواصر المحبة والتواصل الاجتماعي، وهو ما يُعرف بصلة الرحم، بالإضافة إلى الخروج للحدائق والمنتزهات والنوادي

إعداد وتناول الحلويات

تُعد الحلويات جزءًا لا يتجزأ من احتفالات العيد، حيث تختلف أنواعها من بلد لآخر. في مصر وبلاد الشام، يُشتهر تحضير الكعك والمعمول، بينما يُفضل في دول الخليج حلوى المعمول المحشوة بالتمر أو المكسرات.

شراء الملابس الجديدة في العيد 

يُعتبر ارتداء الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، من العادات الشائعة في العيد، تعبيرًا عن الفرح والبهجة بهذه المناسبة السعيدة.

 تقديم العيدية

تُمنح العيدية، وهي مبالغ مالية صغيرة، للأطفال من قبل الأهل والأقارب، كنوع من المكافأة وإدخال السرور إلى قلوبهم.

كحك العيد والبسكويت

عادات مميزة للمسلمين في بعض الدول 

مصر

بالإضافة إلى العادات المشتركة، يتميز المصريون بإعداد “كحك العيد والبسكويت والبيتوفور ، إلى جانب شراء ملابس العيد وتقديم العيدية ويُعتبر رمزًا للاحتفال بالعيد.

السعودية

تُقام الولائم الكبيرة التي تجمع الأهل والأصدقاء، ويُقدم فيها أطباق تقليدية مثل الكبسة.

كما تُنظم الفعاليات الترفيهية والمهرجانات في مختلف المناطق.

 تركيا

يُطلق على عيد الفطر في تركيا اسم “Şeker Bayramı” أو “عيد السكر”، حيث يُقدم الحلوى والشوكولاتة للضيوف والزوار، ويزور الأطفال الجيران والأقارب للحصول على الحلوى.

 إندونيسيا

يُعرف العيد باسم “ليباران”، ويتميز بتقليد “موديك” حيث يعود السكان إلى مسقط رأسهم لزيارة العائلة.

كما يُقدم طبق “كيتوبات”، وهو أرز مطهو داخل أوراق جوز الهند.

الهند

تتزين النساء بالحناء فرحًا بحلول العيد، ويُعد طبق “سيفيان” الحلو المصنوع من الشعيرية والحليب من الأكلات التقليدية في هذه المناسبة.

أفغانستان

تُقام “معارك البيض”، حيث يتنافس الناس في كسر بيض بعضهم البعض في جو من المرح والاحتفال.

عُمان

يُمارس تقليد “التهلولة”، حيث يجتمع الأطفال في مجموعات بعد صلاة العيد، يرددون الأناشيد والأهازيج الشعبية، ويتنقلون بين المنازل لجمع الحلوى والمكسرات.

جزر القمر

تُقام مسابقات المصارعة الحرة وسباقات الجري خلال احتفالات العيد، وتُعتبر مناسبة لتجمع العائلات والأصدقاء ومشاركة الفرح.

يُظهر تنوع العادات والتقاليد في عيد الفطر المبارك ثراء الثقافة الإسلامية وتعدد مظاهر الاحتفال التي تجمع بين الفرح والتقوى.

ورغم اختلاف التفاصيل، تبقى قيم المحبة، التواصل، والتكافل الاجتماعي هي الرابط المشترك الذي يوحد المسلمين في احتفالهم بهذه المناسبة السعيدة.

اقرأ أيضا: