لأول مرة في التاريخ الذهب الفوري يتجاوز 3000 دولار للأونصة، حيث شهدت أسعار الذهب الفورية ارتفاعًا تاريخيًا غير مسبوق، متجاوزة حاجز 3000 دولار للأونصة، وهو مستوى قياسي لم يسبق أن وصلت إليه الأسواق العالمية.

هذا الصعود الكبير أثار تساؤلات حول العوامل التي أدت إلى هذا الارتفاع، وتأثيرات الظروف الاقتصادية العالمية عليه، بالإضافة إلى التوقعات المستقبلية لمسار المعدن الأصفر.

ارتفاع تاريخي

وارتفعت في المعاملات الفورية بنسبة 1.6% لتصل إلى 2977.36 دولار للأونصة، وهو المستوى القياسي الثاني عشر الذي تحققه في عام 2025، وفي وقت لاحق، تخطى الذهب حاجز الـ 3000 دولار للأونصة.

أونصة ذهبية

ما العوامل المؤثرة؟

1. التضخم الأميركي: مع صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1%، والسبب في ذلك أن المستثمرين يلجأون إلى الذهب لحماية أموالهم من فقدان قيمتها بسبب التضخم.

2. مشتريات البنوك المركزية: البنوك المركزية حول العالم، وخاصة الصين، تواصل شراء كميات كبيرة من الذهب لتعزيز احتياطاتها، فالصين وحدها استمرت في شراء الذهب للشهر الرابع على التوالي، وفقًا لبنك الشعب الصيني.

3. عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي: التوترات السياسية العالمية، بالإضافة إلى التغييرات في التعريفات الجمركية الأميركية، زادت من حالة القلق في الأسواق، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

4. زيادة الطلب على صناديق الاستثمار في الذهب: صندوق “SPDR Gold Trust”، وهو أكبر صندوق استثماري مدعوم بالذهب في العالم، أعلن عن ارتفاع حيازاته إلى 907.82 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2023.

اقرأ أيضًا:

تأثيرات ارتفاع الذهب على الأسواق الأخرى

لم يقتصر ارتفاع الذهب على تأثيره المباشر على المعدن الأصفر، بل امتد إلى المعادن الثمينة الأخرى، فقد ارتفع سعر الفضة بنسبة 1.7% ليصل إلى 33.79 دولارًا للأوقية، مع توقعات بأن يفتح تجاوز مستوى 33.30 دولارًا الطريق نحو الوصول إلى 34 دولارًا للأوقية.

أما البلاتين، فقد ارتفع بنسبة 0.9% ليصل إلى 993 دولارًا، بينما شهد البلاديوم ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 956.85 دولارًا للأوقية.

مشغولات ذهبية

توقعات مستقبلية

توقع محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة “سبائك”، أن يستمر الذهب في الارتفاع ليصل إلى 3000 دولار للأونصة مع نهاية شهر مارس 2025، وأرجع هذه التوقعات إلى استمرار عمليات شراء البنوك المركزية، بالإضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين في السياسات النقدية الأميركية.

من جهتها، قالت مؤسسة “ستاندرد تشارترد” إن الطلب القوي على صناديق الاستثمار المتداولة، إلى جانب استمرار شراء الذهب من قبل البنوك المركزية، سيساهمان في الحفاظ على الزخم الصعودي للذهب خلال الفترة المقبلة.

ذهب

لماذا الذهب هو الخيار الآمن في ظل الأزمات الاقتصادية؟

الذهب يعتبر تاريخيًا الملاذ الآمن في أوقات الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية، فمع ارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض قيمة العملات الورقية، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كوسيلة لحماية ثرواتهم من التقلبات الاقتصادية.

كما أن يعتبر أصلًا عالميًا، يمكن تداوله بسهولة في أي سوق حول العالم، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار في ظل عدم اليقين الاقتصادي.

وجدير بالءكر أن ارتفاع الذهب إلى مستوى 3000 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ يعكس تحولات كبيرة في الأسواق العالمية، ومع استمرار التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، من المتوقع أن يظل الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار المالي.

اقرأ المزيد: