نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين.. لماذا لن تنتصر واشنطن؟ - أحداث اليوم, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 07:27 صباحاً
في مارس 2025، أعادت إدارة ترامب إشعال الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر.
ووفقا لتحليل بقلم توم شارب في صحيفة تليجراف البريطانية، أوضح وزير الدفاع بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة ستحافظ على موقفها العدواني حتى يوقف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية.
لكن مع سنوات من العمليات العسكرية السابقة التي أثبتت عدم فعاليتها، يُطرح السؤال: هل سينجح هذا النهج المتجدد حيث فشلت غيرها؟
تجدد الأعمال العدائية: الحملة العسكرية ضد الحوثيين
يأتي التصعيد الأخير بعد فترة من الهدوء النسبي، حيث التزم الحوثيون بوقف إطلاق نار هش بين يناير ومارس 2025. ومع ذلك، في مارس، استأنف الحوثيون هجماتهم، وأطلقوا 18 صاروخًا على سفن حربية أمريكية متمركزة قبالة سواحل اليمن.
بينما تتمتع أنظمة الدفاع الأمريكية بسجل حافل في اعتراض هذه الصواريخ، إلا أن الحجم الهائل للهجمات وطول مدة تواجد السفن الحربية في المنطقة يُشكلان خطرًا متزايدًا.
لطالما اعتبرت الولايات المتحدة حرية الملاحة في البحر الأحمر مصلحة وطنية جوهرية، ومع ذلك، ورغم الأهمية الاستراتيجية لهذا الطريق البحري، فإن نسبة ضئيلة فقط من التجارة الأمريكية تمر عبر مضيق باب المندب – المعروف غالبًا باسم “بوابة الدموع” – ولم تعبر أي سفينة تحمل العلم الأمريكي هذه المنطقة الخطرة منذ يناير 2024.
استراتيجية متزايدة الغموض
إن رد الولايات المتحدة على التهديد الحوثي، بما في ذلك حملات القصف والغارات المدعومة بعمليات استخباراتية، ليس نهجًا جديدًا، فمنذ عام 2015، فشلت العديد من العمليات العسكرية، بما في ذلك العمليات المشتركة مع قوات سلاح الجو الملكي البريطاني، في كبح حملة الحوثيين ضد الملاحة البحرية.
الجدير بالذكر أن أكثر من نصف حركة الملاحة في المنطقة قد أُعيد توجيهها حول رأس الرجاء الصالح منذ ديسمبر 2023، مما يشير إلى استمرار ضعف هذا الممر البحري الحيوي.
هذا يطرح السؤال التالي: لماذا تُعيد الولايات المتحدة النظر في استراتيجية لم تُحقق نجاحًا يُذكر في الماضي؟ قد يُقدم السياق الجيوسياسي بعض الإجابات.
لا تزال إيران خصمًا حاسمًا، ويشير بيان إدارة ترامب بأن إيران هي “التالي” بعد الحوثيين إلى مواجهة أوسع نطاقًا مع وكلائها في المنطقة. ومن خلال التدخل في البحر الأحمر، تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف النفوذ الإيراني من خلال استهداف إحدى ميليشياتها الرئيسية، الحوثيين.
اقرأ أيضا..
التحديات التي تواجه البحرية الأمريكية
في حين أن القوة النارية للبحرية الأمريكية هائلة، إلا أن الحوثيين يمثلون عدة تحديات. أولًا، تمتلك الجماعة إمدادات وفيرة من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وهي رخيصة نسبيًا في الإنتاج.
على الرغم من سنوات من الجهود الدولية لمنع هذه الإمدادات، فقد أصبح الحوثيون بارعين في تصنيع أسلحتهم الخاصة، مما يجعلهم تهديدًا مستمرًا.
علاوة على ذلك، يستخدم الحوثيون أساليب حرب العصابات، وغالبًا ما يختبئون في مناطق جبلية أو داخل مناطق مدنية، مما يجعل تحديد مواقع منصات إطلاق الصواريخ الخاصة بهم أمرًا صعبًا. تُشكل منصات الإطلاق المتنقلة، التي تُطلق عادةً من شاحنات أو هياكل مؤقتة، تحديًا كبيرًا للضربات الموجهة.
بحلول الوقت الذي تستجيب فيه البحرية الأمريكية، قد يكون التهديد قد تبدد بالفعل، مما يترك ضربات عسكرية غالبًا ما تكون متأخرة جدًا لإحداث تأثير حاسم. مسألة القوات البرية
لا يزال التردد في نشر القوات البرية الأمريكية يُشكل عقبة كبيرة. وبينما لا يُنظر في غزو شامل لليمن، فإن استخدام القوات الخاصة قد يُعزز جمع المعلومات الاستخبارية ويُوفر الدعم البري اللازم لتحسين فعالية الضربات الجوية والبحرية.
هذا النوع من العمليات المُستهدفة، المُشابه للاستراتيجية المُستخدمة ضد داعش، قد يكون أكثر فعالية من حملة جوية أو بحرية بحتة.
إذا كانت إدارة ترامب تسعى للنجاح في هذا الصراع، فستحتاج إلى استراتيجية شاملة لا تُعالج العمل العسكري فحسب، بل تُعالج أيضًا سلاسل الحوثيين المالية والاستخباراتية وإمداداتهم. فبدون استهداف قيادة الجماعة وبنيتها التحتية، من المُرجح أن يكون قصفها مُجردًا غير فعال.
التداعيات الدولية ودور المملكة المتحدة
شاركت المملكة المتحدة أيضًا في هذا الصراع، حيث شنت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني ضربات بعيدة المدى ضد الحوثيين. حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول في طريقها إلى البحر الأحمر، وتستعد مجموعة حاملات الطائرات البريطانية الضاربة لرحلتها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تشير هذه التطورات إلى أن الولايات المتحدة قد لا تتحرك بمفردها في هذه الحملة. ويبقى السؤال: هل ستنضم المملكة المتحدة وحلفاؤها إلى الضربات، مؤكدين بذلك قوة “العلاقة الخاصة” أم سيركزون على المخاوف الأمنية الإقليمية الأوسع؟
طريق طويل ومحفوف بالمخاطر
على الرغم من الخطاب العسكري الذي يُشير إلى تصعيد كبير، لا يوجد مؤشر واضح على أن هذه الحملة الجديدة ستؤدي إلى نصر حاسم، إن قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم، إلى جانب غياب استراتيجية شاملة، تجعل احتمالات النجاح على المدى الطويل غير مؤكدة.
علاوة على ذلك، فإن الخطر المستمر على الملاحة البحرية وحياة الجنود الأمريكيين، من الرجال والنساء، يُشير إلى أنه بدون تغييرات جوهرية، قد يستمر هذا الصراع دون حل القضايا الأساسية.
.
تم .
أخبار متعلقة :