بيروت ـ (أ ف ب)
أعربت وزيرة الخارجية الألمانية من بيروت الأربعاء، عن رفض بلادها أي «احتلال دائم» من إسرائيل لأراضٍ لبنانية، في حين أكّد رئيس الجمهورية جوزيف عون أن إسرائيل «رفضت» حتى الآن اقتراحات تقدّمت بها بيروت بشأن إخلاء نقاط لا تزال موجودة فيها.
وأعلنت الوزيرة أنالينا بيربوك التي تجري زيارة إلى لبنان في مؤتمر صحفي «باعتبار أننا أوروبيون، نرفض أي احتلال دائم للأراضي اللبنانية من قبل القوات الإسرائيلية»، معتبرة أن «حزب الله سوف يستغل ذلك كذريعة إضافية لأنشطته».
وبعد أكثر من شهر على وقف القتال، تمكّنت القوى السياسية اللبنانية من انتخاب عون رئيساً للجمهورية، بعد أكثر من عامين على الفراغ، ثم تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام.
وأضافت بيربوك من بيروت أن «استقرار الوضع في لبنان هو أيضاً نتيجة للتراجع الحاسم لنفوذ حزب الله».
وقال عون للوزيرة الألمانية، وفقاً لبيان صادر عن مكتب الرئاسة، إن «إسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمسة التي لا تزال تحتلها وإحلال قوات دولية مكانها».
وأضاف عون: «لا تزال المساعي الدبلوماسية والمفاوضات مستمرة من أجل إيجاد حل جذري لهذه المسألة».
ورغم انتهاء مهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير/شباط، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الاسرائيلي، للتأكد «من عدم وجود تهديد فوري».
ولا يزال أكثر من 92 ألفاً و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظلّ الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
وقدّر البنك الدولي الأسبوع الماضي كلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار، في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة وسنوات من التدهور المالي.
وقالت بيربوك إن «الاستقرار السياسي يتيح أخيراً فرصة لمعالجة الإصلاحات الملحة التي كانت مطروحة منذ فترة طويلة» في لبنان، مضيفة «يشمل ذلك، قبل كل شيء، تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع صندوق النقد الدولي».