«الخليج» - متابعات 
ساعات وسط صحراء شاسعة، لا يوجد امتداد للعمران على مرمى البصر، مع عائلتك وسيارتك العالقة في الرمال والكثبان الوعرة، لا تعلم من أين قد تأتيك النجاة.
ذلك المشهد كان الواقع الذي عاشته أسرة سعودية ليوم كامل.
في حادثة مخيفة، ضلّت العائلة طريقها في صحراء حلبان جنوب الدوادمي، بعد أن غرزت سيارتهم في الرمال، ما اضطرهم إلى البقاء في العراء 24 ساعة.
وقد واجهت العائلة ظروفاً صعبة، ليتمكنوا من الصمود حتى تأتيهم فرق النجدة.

شربوا ماء (الرادياتير) وأكلوا أوراق الشجر

لجأت العائلة السعودية بهدف مواجهة الظروف القاسية في الصحراء ونفاذ أي مؤن معهم، إلى شرب ماء تبريد السيارة (الرادياتير) وتناول أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة.

السيارة علقت بالرمال وسط الصحراء

انطلقت سيارة العائلة السعودية من قيران صباح الخميس في رحلة برية إلى مركز حلبان، وسلكوا طريقاً رملية غرزت سيارتهم فيها.
أسهم عدم وجود خدمات تغطية شبكات الهواتف النقالة وخدمات الملاحة بالمنطقة في مضاعفة سوء الأمر، حيث أدى إلى انقطاع التواصل مع العائلة.
ومع غروب الشمس، وقلق ذويهم لتأخر وصولهم، قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية.
وبدأت فرق تطوعية مدعومة بأبناء المنطقة عمليات البحث مستخدمة أجهزة «آيكوم» للتواصل، وطائرات درون لتحديد المواقع، نتيجة عدم وجود تغطية للهواتف.

فريق إنجاد استخدم درون لتحديد الموقع

تمكّن فريق المساعدة التطوعي «إنجاد» من العثور على المركبة أولاً عبر طائرة الدرون، ومن ثم تَوجَّه عضوان من الفريق إلى الموقع ليعثرا على العائلة وينقذوها.
وأظهرت إدارة الأزمة قدرة فرق الإنقاذ السعودية على التعامل مع الحالات الطارئة بكفاءة واحترافية، حيث نجح فريق «إنجاد» للبحث والإنقاذ في العثور على العائلة المكونة من 7 أفراد، بعد أن تاهوا في الصحراء وفُقد أثرهم لأكثر من 24 ساعة شمال غرب قيران.
ومن جانبه، أكد فريق إنجاد أنه تم العثور على العائلة صباح الجمعة عند الساعة 7:30، على بعد 50 كيلومتراً من قيران، وهم بصحة جيدة رغم الظروف الصعبة.

سجدة شكر بعد لحظة النجاة المؤثرة

على الرغم من الجوع والعطش وسيطرة حالة الهُزال على الأسرة، فإنهم لم يتمالكوا أنفسهم من الفرحة بعد رؤية فرق الإنقاذ قادمة إليهم حتى إنهم سجدوا شكراً لله.
قدّم فريق الإنقاذ الماء والطعام لهم فور وصولهم إليهم، قبل نقلهم إلى مكان آمن.
تم إنقاذ حياة الأسرة كلها، وحظت تلك المشاهد بتفاعل كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين أثنوا على سرعة استجابة فريق الإنقاذ، وتفانيهم في خدمة المجتمع.