في أول تقدير من نوعه، أعلنت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية الاشتباه في وجود أكثر من 100 موقع للأسلحة الكيميائية في سوريا، وهو عدد يفوق بكثير أي تقدير سابق، فيما يخشى الخبراء من أن تكون مخزونات غاز السارين والكلور وغاز الخردل غير مؤمّنة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الأحد، أنه يُشتبه في أن هذه المواقع كانت تُستخدم في أبحاث وتصنيع وتخزين الأسلحة الكيميائية.
وظلّ عدد المواقع، وما إذا كانت مؤمّنة، لغزاً منذ تولي الإدارة الجديدة حكم سوريا، ويشعر الخبراء بالقلق إزاء إمكانية تمكن أي جماعات مسلحة من الوصول إلى منشآت الأسلحة الكيميائية التي لا تتمتع بحماية جيدة.
وفي زيارة مفاجئة قام بها في شهر مارس/ آذار إلى مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: إن الحكومة «ستدمر أي بقايا من برنامج الأسلحة الكيميائية الذي تم تطويره في عهد نظام الرئيس السابق بشار الأسد» وستلتزم بالقانون الدولي.
ويُبدي الخبراء تفاؤلاً حذراً بشأن جدية الحكومة السورية الجديدة، خصوصاً بعد أن سمحت لفريق من الهيئة الأممية بدخول البلاد هذا العام لبدء العمل في توثيق المواقع.
ولم تُعيّن الحكومة السورية الجديدة بعد سفيراً لها لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهي خطوة أولى مهمة.
وفي السنوات الأولى للحرب الأهلية، أبلغت حكومة الأسد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن 27 موقعاً، فأرسلت مفتشين لزيارتها وإغلاقها، لكن المنظمة الدولية أعلنت راهناً عن الاشتباه في وجود 100 موقع، بناءً على باحثين خارجيين ومنظمات غير ربحية ومعلومات استخباراتية مشتركة بين الدول الأعضاء.
المواقع الخفية:
من المرجح أن تكون بعض المواقع مخفية في كهوف أو أماكن أخرى يصعب تحديدها باستخدام صور الأقمار الصناعية، وفقاً لباحثين وموظفين سابقين في المنظمة وخبراء آخرين. وهذا يزيد من احتمالية عدم تأمين بعض الأسلحة.
وقال الدفاع المدني السوري: «هناك العديد من المواقع التي لا نعرف عنها شيئاً لأن النظام السابق لم يكشف عنها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».
وفي العام الماضي، شنّت إسرائيل غارات جوية على عدة منشآت سورية عُرف أنها تحتوي على أسلحة كيميائية، لكن من غير الواضح ما إذا كانت تلك الغارات قد دمرتها.
وقالت ناتاشا هول، وهي زميلة بارزة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «من المرجح أن الهجمات الإسرائيلية التي وقعت مباشرة بعد سقوط الأسد لم تؤثر في بعض المنشآت».