نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سر خبير تجميل.. كتاب جديد يخترق الدائرة المغلقة لبايدن - أحداث اليوم, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 09:28 مساءً
لا تزال عملية تنحي الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن الانتخابات الرئاسية لصالح نائبته كامالا هاريس، والهزيمة الكاسحة التي تعرضت لها أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب تبوح بأسرارها المثيرة، في ما يوصف بواحدة من أعنف معارك البيت الأبيض، وهو ما استعرضه كتاب صادر حديثاً للمراسلة السياسية البارزة آمي بارنز، وزميلها جوناثان ألين تحت عنوان «قتال» أو Fight.
ويكشف الكتاب أن مسؤولي الحزب الديمقراطي وموظفي البيت الأبيض كانوا على دراية تامة بنقاط ضعف بايدن قبل قراره التخلي عن إعادة انتخابه الصيف الماضي، حيث سعى هؤلاء بخطوات واسعة النطاق لإخفاء علامات تقدم بايدن في السن والتخطيط لحالة طوارئ إذا اختار الابتعاد عن السباق المحموم، وفق صحيفة «ذا هيل».
ويتطرق الكاتبان، إلى أن المخاوف بشأن عمر بايدن الذي تجاوز الثمانين عاماً، سيطرت على المناقشات السرية داخل المعسكر الديمقراطي خلال حملة إعادة انتخابه منذ انطلاقها في إبريل 2023 وحتى نهايتها في يوليو 2024، بعد أداء كارثي في المناظرة، ورغم زلات بايدن العلنية قلّل مسؤولو الحزب والإدارة مراراً من شأن هذه المخاوف، مُصرّين على أنه قادر تماماً على الفوز بولاية أخرى مدتها أربع سنوات، وسعوا إلى طمأنة الرأي العام بأنه، خلف الكواليس، لا يزال متيقظاً ومسيطراً تماماً.
لكن الكتاب يزيح الستار عن أنه خلف الكواليس، أعرب المسؤولون عن قلقهم بشأن قدرات بايدن قبل وقت طويل من صعوده إلى منصة المناظرة ضد ترامب في يونيو الماضي. وقال المؤلفان: «علانيةً، سخر الديمقراطيون من مزاعم الجمهوريين بأن بايدن ليس أهلاً للمهمة. لكن سراً، كان بعضهم قلقاً طوال الوقت من أنهم يُبالغون في ثقتهم بمرشحهم».
ـ بايدن ينسى مناظره
وأفاد بارنز وألين بأن النائب إريك سوالويل (ديمقراطي من كاليفورنيا)، وهو مرشح رئاسي لعام 2020 واجه بايدن على منصة المناظرة الأولية، شعر بالقلق لأول مرة بشأن القدرات المعرفية لبايدن في يونيو 2023، خلال فعالية في البيت الأبيض، فعندما التقاه وجهاً لوجه رغم المناظرة السابقة بينهما، لم يتعرف عليه بايدن بشكل فوري، حيث احتاج النائب إلى ذكر تفاصيل شخصية لتذكير الرئيس الأمريكي آنذاك بهويته.
ـ خبير تجميل قبل قمة عالمية
في قمة مجموعة السبع في إيطاليا التي سبقت المناظرة، كان بايدن متعباً عند وصوله وفي معظم الجلسات، وفقاً لما ذكره أحد مساعديه. ولإخفاء علامات التقدم في السن على الرئيس، التقى به خبير تجميل في الصباح أثناء سفره، كما غطى الخبير علامات التقدم في السن قبل مكالمات زووم مع مساعديه.
ومن المفارقات، بحسب ما يورده الكتاب، أن بايدن كان يحدد مواعيد جلسات التجميل باستمرار، لكنه كان يلغي أحياناً الإحاطات التي كانت ستليها.
وبعد المناظرة مع ترامب، احتاج بايدن إلى شريط إرشادي خلال حملة جمع تبرعات في منزل حاكم ولاية نيوجيرسي، فيل مورفي، ثم احتاج إلى جهاز تلقين للتحدث إلى مجموعة صغيرة فقط من الأشخاص، ورغم ذلك كان يتوقف عن الكلام في كثير من الأحيان أثناء خطابه.
ـ الخطيئة الأساسية
وصف أحد أصدقاء بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما خيار بايدن بالترشح لإعادة انتخابه بأنه «الخطيئة الأصلية» لانتخابات 2024، مُلقياً باللوم على عائلة الرئيس ومساعديه المقربين لعدم نصحه بالتخلي عن الترشح.
وأفاد الكاتبان بأن أقرب مساعدي بايدن ظلوا متمسكين بخطة إعادة الترشيح، أما زوجته جيل بايدن، فقد أيدت الخطة تماماً. وقال مطلعون إنه «لم تقدم الدائرة المقربة لبايدن أي نصيحة مخالفة لقرار الترشح، وإن هذا الأمر لن يكون سهلاً أو ربما ليس الخيار الأفضل للحزب الديمقراطي».
ـ تفعيل الخطة البديلة
حتى مع ثبات حلفاء بايدن، بدأت الخطط تتبلور خلف الكواليس في عام 2023 للتحضير لحدث يتطلب وجود مرشح آخر ليخلف بايدن في حال عدم ترشحه لإعادة انتخابه أو وفاته.
وحمل أحد مساعدي هاريس جدول بيانات للقضاة الفيدراليين الجمهوريين الذين لم يُعيّنهم ترامب؛ لذا إذا كانت هاريس بحاجة إلى أداء اليمين الدستورية في وقتٍ قصير، فقد يكون ذلك من شخصٍ يُعتبر أكثر مصداقيةً لدى الجمهوريين. ولم يُبلغ المساعد هاريس بجدول البيانات قبل مغادرته معسكرها في يناير/كانون الثاني 2023، لكنه أبلغ زملاءه بضرورة إخطاره فوراً في حال حدوث أي مكروه لبايدن، لأنه أعد استراتيجية اتصالات.
وبعد المناظرة، احتاجت هاريس إلى تحديد ما ستقوله عن الأداء، ولم تجد أن مزاعم الحملة الانتخابية حول «بداية بطيئة ونهاية أقوى» ذات مصداقية، وبدلاً من ذلك، ركزت على التباين بين بايدن وترامب، حيث صرحت حينها: «كانت بدايةً بطيئة. هذا واضح للجميع. لن أناقش هذه النقطة. أنا أتحدث عن الانتخابات في نوفمبر. أتحدث عن واحدة من أهم الانتخابات في حياتنا الجماعية».
ـ لماذا يلاقي الكتاب اهتماماً؟
إن وعد القصة الداخلية هو ما جعل كتاب «قتال» منتظراً بشغف، حيث يُجرى تصفحه بحثاً عن تفاصيل دقيقة، تثير شهية القراء، فضلاً عن إجراء عملية تشكيل سريعة لإرث بايدن، رغم أنه في الحالات الأخرى تأخذ مثل هذه العملية عقوداً بالنظر إلى العواقب طويلة المدى والأحداث غير المتوقعة وغير المعروفة.
لكن من بين الانتقادات التي تطول الكتاب، هو عدم تعمقه في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هزيمة الديمقراطيين، والقضايا التي كانت تهم الناخب الأمريكي في المقام الأول، ومن بينها الأسعار والتضخم والهجرة والإجهاض وغيرها.
0 تعليق