في إطار جهود الحكومة المصرية لتعزيز الشراكات الدولية وتوسيع قاعدة التعاون التنموي، استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الأحد، وفدًا رفيع المستوى من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة.

وشهد اللقاء حضور السيد بدر محمد السعد، المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى جانب الدكتور ميرزا حسن، رئيس مكتب الاستراتيجية وتطوير الأعمال بالصندوق، وعدد من كبار مسؤولي الصندوق العربي، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون المشترك ودعم المشاريع التنموية في مصر خلال المرحلة المقبلة.

مدبولي يشيد بالتعاون القائم ويؤكد استمرار الإصلاحات الاقتصادية

وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن ترحيبه بالوفد الزائر، مؤكدًا تقدير الحكومة المصرية للدور الفعال الذي يقوم به الصندوق العربي في دعم خطط التنمية بمصر. 

وشدد رئيس الوزراء على أن الدولة المصرية ماضية في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، خاصة على صعيد السياسات المالية والنقدية، مشيرًا إلى اعتماد سياسة سعر الصرف المرن كأحد أبرز أدوات الإصلاح التي تتبناها الحكومة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

كما استعرض رئيس الوزراء الجهود الحكومية المبذولة لدعم قطاع الصناعة وتعزيز الصادرات المصرية، مع التركيز على قطاعات الأدوية، والمنسوجات، وتكنولوجيا المعلومات، وريادة الأعمال، والصناعات الغذائية، والبتروكيماويات، خصوصًا الأسمدة، إلى جانب الدفع نحو التحول الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة.

رانيا المشاط: الصندوق شريك استراتيجي في دعم مشروعات التنمية بمصر

من جانبها، أشادت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالعلاقة المتينة التي تجمع مصر بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدة أن الصندوق يعد شريكًا استراتيجيًا في مسيرة التنمية الوطنية.

وأوضحت الوزيرة أن التعاون مع الصندوق ساهم في دعم العديد من المشروعات الحيوية، مشيرة إلى اهتمام الدولة بتوسيع مجالات هذا التعاون في ضوء أولويات خطة التنمية الشاملة للدولة المصرية.

وأكدت المشاط أن الحكومة تعمل حاليًا على تعميق التكامل مع المؤسسات التمويلية العربية، مشددة على أهمية استمرار التنسيق مع الصندوق العربي لضمان توجيه التمويلات نحو قطاعات ذات أولوية اقتصادية واجتماعية.

السعد: مصر شريك رئيسي في محفظة الصندوق وملتزمون بتعميق التعاون

بدوره، أكد السيد بدر محمد السعد، المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي، أن مصر تمثل دولة محورية في المحفظة التمويلية للصندوق، مشيرًا إلى التعاون القائم مع القاهرة في تنفيذ مشروعات كبرى في مجالات البنية التحتية والخدمات العامة.

وأشار السعد إلى حرص الصندوق على تعزيز التعاون المالي والفني مع مصر خلال السنوات المقبلة، وتوفير التمويلات اللازمة للمشروعات التنموية التي تدعم النمو الاقتصادي وتخلق فرص عمل حقيقية.

استراتيجية تمويل جديدة للصندوق تركز على الطاقة والمياه والتعليم والصحة

من جهته، قدم الدكتور ميرزا حسن، رئيس مكتب الاستراتيجية وتطوير الأعمال بالصندوق العربي، عرضًا حول استراتيجية التمويل الجديدة التي يتبناها الصندوق، والتي ترتكز على عدد من القطاعات الحيوية، في مقدمتها: الطاقة، والمياه، والنقل، والتعليم، والصحة.

وأوضح حسن أن هذه الاستراتيجية تأتي استجابة لمتطلبات التنمية الشاملة في الدول العربية، وفي ضوء التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، مضيفًا أن الصندوق يسعى إلى تطوير أدواته التمويلية بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية العالمية.

مناقشات حول التطورات الإقليمية والدولية وتأثيراتها الاقتصادية

كما شهد الاجتماع مناقشة مستفيضة حول أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وتداعياتها الاقتصادية على الدول العربية، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأسواق العالمية وسلاسل التوريد، وارتفاع معدلات التضخم وتغيرات أسعار الفائدة.

واستعرض مسؤولو الصندوق العربي جهودهم في دعم الاستثمارات العربية البينية، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، مؤكدين أهمية العمل العربي المشترك في تجاوز هذه التحديات وتحقيق التكامل الاقتصادي.

 دعم مشترك وتفاؤل بمستقبل التعاون

وأعرب رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره للتعاون البنّاء مع الصندوق العربي، مؤكدًا التزام الحكومة المصرية بدعم هذا التعاون وتوسيعه خلال المرحلة المقبلة بما يخدم مصالح الجانبين.

وشدد مدبولي على أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل نموذجًا لما يمكن تحقيقه من إنجازات من خلال التعاون الفعّال بين مصر وشركائها العرب والدوليين، داعيًا الصندوق إلى المشاركة في الفرص الاستثمارية المتاحة ضمن خطة التنمية الشاملة للدولة المصرية.