واصلت إسرائيل أمس الخميس خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وقصفت طائرات مجموعة من الفلسطينيين بذريعة قيامهم بزرع عبوات ناسفة، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم، في وقت اتهم تقرير أممي إسرائيل بارتكاب «أعمال إبادة» في غزة عبر تدمير منشآت الصحة الإنجابية، واستخدام العنف الجنسي كاستراتيجية في الحرب، فيما أكدت كهرباء غزة أن انقطاع التيار الكهربائي شل كافة مرافق الحياة في القطاع، في حين جرى نقل جثامين 48 قتيلاً، بينهم مجهولو هوية دفنوا داخل أسوار مستشفى الشفاء أثناء الحرب.
وخلص تحقيق للأمم المتحدة الخميس، إلى أن إسرائيل ارتكبت «أعمال إبادة» في قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية. وذكرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل «هاجمت ودمّرت عمداً» مركز الخصوبة الرئيسي في القطاع  وفرضت حصاراً بشكل متزامن ومنعت المساعدات بما في ذلك الأدوية اللازمة لضمان سلامة الحمل والإنجاب ورعاية المواليد وخلصت اللجنة إلى أن ذلك يرقى إلى «فئتين من أعمال الإبادة» المرتكبة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، تعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية هذه الجريمة على أنها أفعال ارتُكبت بنيّة تدمير مجموعة وطنية أو عرقية أو دينية بالكامل أو جزئياً وأفاد التحقيق بأن إسرائيل تورطت في اثنين من خمسة أفعال تعرفها اتفاقية الأمم المتحدة على أنها «أعمال إبادة»، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت «تتسبب عمداً بظروف حياتية للمجموعة (أي الفلسطينيين) محسوبة للتسبب بتدميرها بدنيا» و«تفرض إجراءات تهدف إلى منع حدوث ولادات ضمن المجموعة».
من جهته قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم: إن التقرير «يؤكد ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية وانتهاكات» واعتبر أن التقرير يؤكد ضرورة الإسراع في محاكمة قادة إسرائيل على هذه الجرائم في المحكمة الجنائية الدولية.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد هاجم مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مدعيا أنه سيرك مناهض لإسرائيل، ومعتبراً أن التهم عارية عن الصحة.
من جهة أخرى، أكد مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة محمد ثابت، أن انقطاع الكهرباء عن القطاع المحاصر، مستمر منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 وقال: إسرائيل قطعت الكهرباء عن محطة تحلية مياه تم إمدادها بحوالي 5 كيلو واط من منظمات دولية وكانت تخدم مليون نازح وتوفر لهم المياه العذبة وتم تشغيلها في 14 ديسمبر 2024 قبل أن تقرر إسرائيل إيقافها وأضاف: جميع مرافق الحياة في غزة شبه مشلولة بسبب انقطاع الكهرباء، خصوصاً في قطاعي الصحة والمياه، مشدداً على أن نقص مياه الشرب يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من جهته، من أن استمرار إغلاق إسرائيل لمعابر القطاع أدى إلى توقف عشرات المخابز وشلّ المواصلات، مما يفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق ويرقى إلى «جريمة خنق جماعي» تستهدف حياة الفلسطينيين.
في غضون ذلك قُتل فلسطينيان، أمس برصاص القوات الإسرائيلية في مدينتي خان يونس ورفح وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 48,515 قتيلاً و111,941 مصاباً وادعى الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية استهدفت مسلحين كانوا يزرعون متفجرات في وسط غزة.
إلى ذلك، نقلت طواقم الدفاع المدني والأدلة الجنائية في جهاز الشرطة جثامين 48 قتيلاً، كان تم دفنهم داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي بغزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.
(وكالات)