قبل سنوات قليلة كان العالم الرقمي ثلاثي الأبعاد والذي يطلق عليه بالأجنبية اسم الميتافيرس من أفكار الخيال، ولكنه مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم أصبح اليوم حقيقة تتسابق إليها أكبر الشركات مثل شركة ميتا وجوجل والمايكروسوفت، مما قد يدمج الحياة الواقعية مع الحياة الافتراضية لنصل إلى نقطة يصبح بها الفرق بين العالمين ضبابيا جدا، حيث سيكون العمل والدراسة والتسوق وقضاء العطلات داخل عالم رقمي متكامل الذي سيقلل التفاعل الاجتماعي الحقيقي، حيث سنجد أنفسنا محاطين بشخصيات رقمية متطورة تشبه البشر، وربما تكون أكثر وعيا رقميا خاصا بها.

نحن في بداية مرحلة التواصل مع البشر الرقميين لقيامهم ببعض الوظائف والأعمال الرقمية. التي تجبرنا بأن نتعامل معهم، حيث أصبحت هواتفنا تخبرنا متى نأكل ومتى ننام وأين نذهب. والذكاء الاصطناعي أصبح يتنبأ بما نحب ويحفزنا لشراء أشياء لم نفكر بها من قبل، أيضا لا ننسى السيارات ذاتية القيادة، حيث بدأت تأخذ القرارات على الطريق.

هنا عدة تساؤلات أتركها للقارئ العزيز ليفكر بها:
هل نحن حقا أحرار في قراراتنا؟ أم أن التكنولوجيا تحدد ما نريده ونقرره؟
ماذا يحدث عندما تصبح هذه الخوارزميات أكثر ذكاء منا؟ هل ستظل أداة في أيدينا أم أنها ستصل إلى مرحلة تستطيع فيها الاستقلال عن البشر واتخاذ القرارات لمصلحتها الخاصة؟

فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين، إما أن تكون إدارة قوية تساعدنا على التقدم والازدهار، أو تتحول إلى نظام يتحكم بنا دون أن نشعر. فهل التكنولوجيا ستسيطر علينا أم سنمتلك الوعي الكافي للحفاظ على سيطرتنا عليها؟

dakhelalmohmadi@