نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صابر سكر يكتب: إيصال الأمانة بين ضمان الحقوق واستغلال القانون - أحداث اليوم, اليوم الجمعة 21 مارس 2025 12:16 صباحاً
يُعد إيصال الأمانة أحد الأدوات القانونية التي تهدف إلى ضمان الحقوق المالية بين الأفراد، إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح سلاحًا ذو حدين، حيث استغل بعض المحتالين هذه الوسيلة لتحقيق مكاسب غير مشروعة من خلال التزوير والابتزاز.
ومع تزايد القضايا التي يُزَجُّ فيها بأبرياء في السجون، أصبح من الضروري أن يكون هناك وعي قانوني وإجراءات رقابية أكثر صرامة للحد من إساءة استخدام إيصالات الأمانة.
دور المجتمع في مواجهة استغلال إيصالات الأمانة
للحد من هذه الظاهرة، يجب اتخاذ عدة إجراءات على المستويين القانوني والمجتمعي، ومنها:
1. التوعية القانونية: تثقيف المواطنين حول المخاطر القانونية المترتبة على توقيع إيصال الأمانة دون وجود علاقة فعلية بين الأطراف، والتأكد من صحة الإجراءات المتبعة.
2. الإبلاغ عن المحتالين: تشجيع الضحايا على تقديم بلاغات رسمية ضد الأشخاص الذين يستخدمون إيصالات مزورة للابتزاز، وتعزيز دور الأجهزة الأمنية في ملاحقة المتورطين.
3. تشديد العقوبات: تعديل القوانين لضمان محاسبة من يحرر إيصالات أمانة مزورة، وتجريم هذا الفعل بشكل مستقل عن جريمة خيانة الأمانة.
4. التدقيق القضائي: ضرورة قيام القضاء بالتحقق من صحة العلاقة القانونية بين الأطراف قبل إصدار الأحكام، والاعتماد على تقارير الطب الشرعي في حالات الاشتباه في التزوير.
البسطاء ضحايا إيصالات الأمانة
مع تصاعد هذه الظاهرة، وقع العديد من البسطاء ضحية لاستغلال إيصالات الأمانة، حيث تعرض بعضهم للسجن بسبب عدم قدرتهم على دفع نفقات التقاضي أو سداد تكاليف تقرير الطب الشرعي لإثبات التزوير، مما جعل البعض منهم عاجزًا عن الدفاع عن نفسه، لينتهي به الحال خلف القضبان في قضايا تبديد، رغم براءته من الجريمة.
احتيال تحت غطاء العمل الخيري
لم يقتصر الأمر على التزوير والابتزاز فقط، بل تطور إلى أساليب أكثر احتيالًا، حيث يقوم بعض الأشخاص بالاتفاق مع آخرين على تحرير إيصالات أمانة ضدهم عمدًا، ثم بعد صدور حكم الحبس، يلجأ المدعى عليه إلى الجمعيات الأهلية والخيرية تحت مسمى “الغارمين والغارمات” للحصول على مساعدات مالية لسداد الدين.
وعند استلام المبلغ من الجمعية، يتم تقسيمه بين الطرفين، مما يحوّل القضية إلى عملية احتيال محكمة.
حان وقت التغيير
أصبح من الضروري الآن التحرك بجدية لمواجهة استغلال إيصال الأمانة، سواء من خلال تعديل التشريعات أو زيادة الوعي القانوني، لحماية الأبرياء من السقوط في فخ الاحتيال والتزوير.
فالقانون وُجد لحماية الحقوق، لا ليكون أداةً في يد المستغلين لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب الآخرين.
0 تعليق