يرى الدكتور محمد تورشين، الخبير في الشؤون السودانية، أن محاكمة محمد حمدان دقلو (حميدتي) ستكون أمراً محتوماً في حال اعتقاله.

 لكنه أوضح في تصريحات لـ خاص عن مصر أن تحقيق هذا السيناريو ليس سهلاً، نظراً لتعقيدات المشهد العسكري والسياسي في السودان، فالاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 أظهرت أن الصراع تجاوز كونه مجرد معركة نفوذ بين الطرفين، ليصبح أكثر تعقيداً، حيث تلعب العوامل القبلية والإقليمية دوراً مهماً في استمراره.

حميدتي والدعم السريع

ويعتقد تورشين أن قوات الدعم السريع تتبع مسار العديد من الحركات المسلحة التي نشأت في أطراف السودان وظلت تواجه الدولة المركزية لعقود، فمنذ تأسيسها، استندت هذه القوات إلى تحالفات قبلية قوية، وهو ما مكّنها من البقاء كقوة عسكرية مؤثرة رغم الضربات التي تعرضت لها مؤخراً.

وقال إنه مع سيطرة الجيش على أجزاء واسعة من الخرطوم ومناطق في وسط البلاد، يبدو أن الدعم السريع سيعيد تموضعه في الغرب، حيث يتمتع بنفوذ اجتماعي وسياسي قد يمكنه من مواصلة القتال لسنوات.

سيناريوهات مستقبل حميدتي

ومع استمرار الحرب، يرى تورشين أن حميدتي قد يواجه أحد السيناريوهات التالية إما اللجوء إلى إحدى الدول الإقليمية، لافتا إلي أنه في حال تصاعد الضغوط العسكرية على قواته، قد ينسحب حميدتي إلى إحدى دول الجوار خصوصاً إذا فُتح المجال أمام تسوية سياسية تضمن له الخروج الآمن.

السيناريو الآخر هو إعادة التموضع كحركة تمرد كما حدث مع حركات دارفور المسلحة، قد تتحول قوات الدعم السريع إلى حركة تمرد تستهدف الدولة المركزية، وهو سيناريو يعقد جهود الاستقرار في السودان.

أما آخر السيناريوهات فهو التصفية أو الإقصاء، لافتا أنه إذا استمرت الحرب، قد يكون حميدتي عرضة للاستهداف إما من الجيش السوداني أو حتى من داخل قواته، مما قد يؤدي إلى تفكك الدعم السريع إلى مجموعات أصغر أو إعادة تشكيل قيادتها.

السيطرة على الخرطوم وتأثيرها على الصراع

وأحرز الجيش السوداني مؤخراً تقدماً استراتيجياً بالسيطرة على القصر الجمهوري ومقر البنك المركزي في الخرطوم، في تحول لافت بعد فترة طويلة من الانتكاسات.

ويمثل استعادة هذه المواقع الحيوية تطوراً قد يمنح الجيش اليد العليا في المعركة على العاصمة، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية الحرب.

في المقابل، تواصل قوات الدعم السريع تعزيز سيطرتها في الغرب، حيث تسعى إلى إقامة حكومة موازية، رغم أن هذا الخيار قد لا يلقى اعترافاً دولياً واسعاً.

مستقبل السودان

ويشير تورشين إلى أن تقسيم البلاد بات احتمالاً مطروحاً، حيث يمكن أن يسيطر الجيش على الوسط والشرق، بينما تظل قوات الدعم السريع قوة فاعلة في الغرب، في سيناريو شبيه بالحالة الليبية.

يؤكد تورشين أن مصير السودان مرتبط بمسار الحرب الحالية، حيث تعتمد فرص التسوية السياسية على مدى قدرة أي طرف على تحقيق مكاسب حاسمة على الأرض.

ومع احتدام المواجهات، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يشهد السودان تسوية تُنهي الصراع، أم أن المواجهة العسكرية ستظل هي الخيار الوحيد

اقرأ أيضا

.
تم .