نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خبير آثار يكشف لـ«الحرية» حقيقة وجود أعمدة تحت هرم خفرع - أحداث اليوم, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 04:55 صباحاً
انتشرت على نطاق واسع في مارس الجاري أنباءً مزعومة تفيد بأن فريق بحثي إيطالي- أسكتلندي بقيادة العلماء كورادو مالانجا وفيليبو بيوندي، أعلن عن اكتشاف مثير تحت أهرامات الجيزة وتحديدًا هرم خفرع باستخدام تقنية رادار متطورة.
خبير آثار يكشف حقيقة وجود أعمدة تحت هرم خفرع
وأسفرت نتائج الاكتشاف كما زعموا عن هياكل ضخمة تحت الأرض بما فيها أسطوانات عمودية (أعمدة) تمتد لعمق 648 متر تحت هرم خفرع وهياكل مكعبة بقياس 80×80 متر متساوية جميعًا في الشكل والحجم، واقترح فريق البحث هذا أن هذه الهياكل دليلًا على أن الأهرامات كان لها استخدامات تكنولوجية مثل توليد الطاقة الأمر الذي أيقظ نظريات محنطة مثل نظريات كلًا من نيكولا تسلا، وكريستوفر دان عن أن الأهرامات كانت تعمل كمحطات لتوليد الطاقة.
وقد أثار ذلك جدلًا كبيرًا فكان رأي بعض العلماء أن قدرة تقنية هذا الرادار على اختراق الصخور لمثل هذه الأعماق دربًا من دروب الخيال، وقام عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس بالرد على هذا الادعاء ونفيه نفيًا جذريًا مصرحًا أن هذه الإشاعات صدرت من متخصصين لا يعلموا شيئًا عن الحضارة المصرية مؤكدًا أنها ليس لها أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للآثار لم يقم بإعطاء هؤلاء الأشخاص أي تصريحات لأي أعمال داخل هرم الملك خفرع ولم يتم استعمال أي أجهزة رادار داخل الهرم، وأن ما قيل من شائعات هي محاولات فاشلة للنيل من الحضارة المصرية القديمة.
وبناءً عليه قامت حملة الدفاع عن الحضارة برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، بدراسة الموضوع بشكل علمى عن طريق منسقة الحملة للبحوث والدراسات الأثرية الدكتورة رنا التونسي، والتي أشارت إلى أن أصحاب وأنصار الرأي المتبني وجهة النظر بأن الهدف من بناء الأهرامات ليست مقابر وإنما هي آلة عملاقة لتوليد الطاقة الكهربية حجتهم ضعيفة جدًا وجميع الأدلة التي طرحت من خلالهم ضعيفة وجميعها مردود عليها في كتب التاريخ والآثار.
فأصحاب هذه النظرية ارتكبوا العديد من الأخطاء الفادحة بتبني وجهات النظر الأجنبية مثل نظرية العالم “كريستوفر دن” و”نيكول تسلا” دون تفكير أو نقد مجرد نقل فقط ربما لأن الكلام صادف هوى في أنفسهم وتعاملوا مع الماضي بمنظور حديث دون معايشة النطاق الزمني فى مصر القديمة واستلهام روح العصر حتى يكون لآرائهم مصداقية.
وأضافت الدكتورة رنا التونسي أن أصحاب هذا الرأي ترجموا النصوص الأدبية المصرية القديمة ترجمة حرفية، فترجموا النقش المسجل على مسلة الملكة حتشبسوت “وأضاءت بنورها واست” ترجمة حرفية بـ”الإضاءة” وليس بالترجمة الحرة للمعنى الحقيقي المقصود وهذا خطأ بل خطيئة علمية؛ فبهذا المنطق لو ترجمنا جملة “مصر منورة بأهلها” ترجمة حرفية على هذا المنوال لأصبح المعنى أن المصريين آلات كهربائية لتوليد الطاقة واستخدموا تصميم الهرم الأكبر نموذجًا وشبهوه بتصميم (مضخة رام) لتوليد الكهرباء؛ لكن السؤال هل كل الأهرامات في مصر بنفس تصميم الهرم الأكبر؟ قطعًا لا.
حقيقة وجود أعمدة تحت الأهرامات
وفي تصريحات خاصة لـ”الحرية”، أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن دراسة الحملة عن طريق منسقتها الدكتورة رنا التونسي ردت على هذه الآراء غير العلمية بأن وجهة نظرهم اقتصرت على الهرم الأكبر دون باقي الأهرامات وهذا يعني أن باقي الأهرامات هي للدفن مما يدل على التناقض في آرائهم وعدم إدراك فلسفة الحضارة المصرية وفلسفة بناء الأهرامات.
وأضاف “ريحان”، أنه ذكر أحدهما وهما شخصين غير متخصصين في الآثار، أحدهما طبيب والآخر مهندس، أن دحضهم بأن الهرم مقبرة هو غياب النقوش وغياب المومياوات والتصميم الداخلى، وبخصوص النقوش فهناك نقوش داخل هرم الملك أوناس وهو مقبرة مما يؤكد أن فكرة الأهرامات للدفن وسبب عدم وجود مومياوات هو انتشار سرقات المقابر كما حدث مع مومياوات ملوك الدولة الحديثة حيث تم نقل مومياوات العديد من الملوك إلى مكان آخر فيما يعرف بـ”خبيئة الدير البحري”، فهل لو لم تُكتشف هذه الخبيئة واكتُشفت المقابر خالية معنى ذلك أن المقابر المحفورة في وادى الملوك كانت تستخدم لأغراض أخرى غير الدفن؟
وتابع أن متون الأهرام تُعد هي أبلغ رد على هذه الآراء وهي مجموعة النصوص التي وجدت مكتوبة بالخط الهيروغليفي في غرفة الدفن والغرف المجاورة في تسعة من أهرامات الدولة القديمة التي بنيت في الفترة من 2375 إلي 2181 ق.م، وأحد أهرامات العصر الوسيط الأول الفترة من 2181 إلي 2055 ق.م، وتبدأ نصوص متون الأهرام من غرفة الدفن في الهرم وتمتد إلى الخارج ليتمكن الملك المتوفي من قراءتها بنفسه لضمان نجاح رحلته إلى العالم الآخر.
وأكمل أنها أقدم النصوص الدينية في تاريخ البشرية وأول نص طويل وممتد في تاريخ الكتابة والمصدر الأول لنصوص دينية أخرى عرفتها مصر القديمة مثل متون التوابيت في عصر الدولة الوسطى وكتاب الموتى الشهير (كتاب الخروج في النهار) في عصر الدولة الحديثة.
ولفت “ريحان” في تصريحاته لـ”الحرية”، إلى أن المصرى القديم لو أراد توليد الكهرباء فلديه العديد من السدود لتوليدها، كما أن تشبيه تصميم الهرم الأكبر لأصحاب هذه الآراء بتصميم “مضخة رام” التي تستخدم لرفع الماء من الأماكن المنخفضة إلى الأماكن الأكثر ارتفاعًا، وفي هذا التشبيه من وجهة نظرهم حين امتلاء الغرفة التي تقع أسفل غرفة الملك بالماء تطلق نبضات تقوم بتحريك واهتزاز غرفة الملك، فهو غير منطقي أن تتحرك غرفة سقفها يبلغ وزنه 70 طن لمجرد امتلاء الغرفة التي تقع أسفلها بالماء حتى لو أحدث الماء ضغطًا كبيرًا.
ونوه رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إلى أن الثابت علميًا أن مهندسي الهرم قاموا بالبناء على هضبة الجيزة بأرضيتها الصخرية الصلبة وبدأوا بتسوية السطح حول الهرم المزمع إنشاؤه لتكون الأساس، فقاموا بالقياس وتحديد مواقع الأركان لتكون كل واجهة للهرم متجهة نحو الجهات الجغرافية وحطّم العمال كل ما يزيد من جوانب الهرم من صخور ونقلت الأنقاض بعيدًا عن الموقع.
وواصل أن بهذا استفاد المهندسون بجزء بارز من صخرة الهضبة ليجعلوا منها جزءًا من الطبقة السفلية للهرم، وتظهر صخرة الهضبة الآن في بعض أجزاء الهرم في الطبقة الأولى أو الثانية وقاموا بتشكيل جزء الهضبة الداخلة من ضمن بناية الهرم لتكون مدرجة بحيث يسهل رص الأحجار بعد ذلك، وملؤا ما فيها من شقوق بالحجارة لإتمام التسوية وهرم خفرع بالمثل بنى على قاعدة صخرية.
ونوه خبير الترميم فاروق شرف استشارى حملة الدفاع عن الحضارة المصرية للترميم والصيانة، إلى أن المصرى القديم نحت جزءًا من قاعدة الصخر الطبيعي ليكون أساسًا مستقرًا مما يغني عن الحاجة إلى أعمدة تحت الأرض وتم استخدام كتل حجرية ضخمة بعضها يصل وزنه إلى 15 طنًا أو أكثر مما يوفر استقرارًا إنشائيًا هائلًا.
وقد أُجريت العديد من المسوحات الجيولوجية باستخدام تقنيات مثل رادار الاختراق الأرضي (GPR) والتصوير المقطعي بالموجات الزلزالية ولم تظهر أي دلائل على وجود أعمدة أو فراغات كبيرة تحت الهرمونفّذ مشروع منذ عام 2015 باستخدام تقنية التصوير بالميونات لاستكشاف البنية الداخلية للأهرامات ولم يعثر على أي أدلة تشير إلى وجود أعمدة تحتها.
والسؤال الذي تطرحه الحملة على أصحاب هذه الآراء الخيالية هو توضيح دور المعبد الجنائزي وأهرامات الملكات في هذه الآلة العملاقة؟ والإجابة على هذا السؤال ستدحض بالطبع كل آراءهم وخيالاتهم الواسعة.
0 تعليق