مجانين أم عقلاء ساعة القيامة - أحداث اليوم

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مجانين أم عقلاء ساعة القيامة - أحداث اليوم, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 01:30 صباحاً

كل أمر مهما تأخر، تأتي عليه لحظة ويقع فعليا، وحينها يقول غير المكترث: يا ليتنا تنبهنا لذلك حينما أثير، وأننا شاركنا في استبعاد الشر، ولو بكلمات وتعديلات بسيطة تظل هي الفارق الأعظم!

وساعة القيامة ليست إلا فكرة لا يمكن القول إنها مجنونة، نظرا للظروف الكائنة، وتكاتف المعلومات والمعطيات، التي جعلت عبقريا مثل ألبرت أينشتاين، وباحثين آخرين من جامعة شيكاغو يقومون بتضبيطها عام 1947.

ساعة تخيلية تعتمد على المعرفة والقياس والظروف المتجددة، تتغير سنويا، وبما يقيس مدى اقتراب البشرية من تدمير ذواتهم، وكلما قاربت الساعة من بلوغ منتصف الليل، زادت فرص اندثار البشرية.

وقد اعتمدت الساعة على ما تم مشاهدته أثناء الحرب العالمية الثانية، وخصوصا استخدام القنابل النووية على كل من هيروشيما وناجازاكي، والتمعن في شناعة ما حدث، من حرق وسحق وهدم وإبادة، وما تبعها من محاولات لتطهير الأرض من آثارها، وقد مرت الساعة بعد ذلك بمراحل وقرارات لا تأتي من مجانين، بل من قمة علماء عارفين يبحثون، ويحاولون تحديد قرب دقاتها من منتصف الليل، وحدوث الكارثة الحتمية.

واقتراب وقوع الكارثة يبنى على الحقائق العسكرية بكثرة الأسلحة النووية، والحقائق السياسية بتعالي العداوات بين الدول المالكة للنووي، ومعلومات أساسية منطقية بقدر ما تمتلك تلك الدول من أسلحة، لن يكون أصغرها أقل ضررا من قنبلة هيروشيما، بل سيفوقها آلاف المرات، كما يبنى أيضا على وجود الحكام المتهورين الأشرار، والنرجسيين المضغوطين، وممن يحتمل أن يتخطوا جنون العظمة، إلى ما هو أبعد، فيبلغون خبال شمشون «عليّ وعلى أعدائي»!
ساعة القيامة أمر بلا شك مفيد للعالم، وهي تطلق صفارات إنذارها كل نهاية عام، باقتراب ثوانيها، من ساعة منتصف الليل، بثوانٍ تزيد أو تنقص حسب ما يقرره المسؤولون عنها من العلماء، لتحديد لحظة اندثار البشرية، فضبطت الساعة سنة 1947، وظلت عقاربها تتناقص تدريجيا حتى بلغت سنة 2020 مئة ثانية عن النهاية، ثم نقصت إلى 90 ثانية سنة 2024، وقد بلغت 89 ثانية في بداية سنتنا الحالية 2025.

حقيقة أن الأمور تسير إلى تسارع مخيف، في لحظاتها الأخيرة، وبعد أن فتح الرئيس الأمريكي الحالي ترامب فوهات الجنون في سياساته العنيفة ضد أغلب الجهات، ما يهدد بتقلص ثوانيها المتبقية، وبمجرد التمعن فيما يحدث حولنا من أحداث في مقابل ذلك، من دول تمتلك هي الأخرى أسلحة نووية، إما معروفة العدد والقوة التدميرية، أو مخفية لن يظهر ضررها إلا بصرخة مجنون أخيرة يستعدي بقاء البشرية، محدثا لقيامة شديدة أهوالها.

الدول التي تصنع تلك الأسلحة تمتلك الكلمة والقرار، والتي لا تمتلكها إما تستبعدها أو تحاول التشكيك في حدوثها، وانتظار الحل يأتي من عقلاء العالم!
والكارثة أن ملاك الأسلحة النووية لن يباغتوا الدول المقابلة القوية مباشرة، ولكنهم سيرمون بها على الدول الوسطية المسالمة، فلعل عدوهم يرتدع، وهنا تتمثل أهوال كارثة القيامة.

البشر هم أكبر أعداء أبناء جنسهم، والرحمة كذبة يلوكونها، وكف العفريت لن يسع البشرية، متى ما فكروا في الهروب من فوق الأرض لكوكب قريب، مع إيلون ماسك، أو في خيال وخبال فيلم بوليوودي يُفرح القلب الحزين.

shaheralnahari@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق