دان بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، اليوم الأحد، القصف الإسرائيلي المستمر على المستشفى المعمداني في مدينة غزة، والذي أسفر عن تدمير المبنى بالكامل وإخراجه عن الخدمة. 

واعتبروا أن هذا الهجوم يشكل إهانة لجميع المسيحيين وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.

إدانة واسعة للمجزرة التي استهدفت المستشفى

في منشور على فيسبوك، عبّر السكرتير الثاني لمجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، القس الكنن دون بندر، عن استنكاره الشديد للهجوم الإسرائيلي على المستشفى المعمداني.

وقال بندر إن "قصف المستشفى وتدميره في أحد الشعانين يعدّ إهانة لجميع المسيحيين وانتهاكًا لجميع قواعد السلوك الإنساني، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق."

وأضاف بندر أن هذا الهجوم يأتي في وقت حساس خلال الأسبوع المقدس للمسيحيين، ويستهدف واحدًا من أقدم المستشفيات في غزة، والذي يُعتبر المستشفى المسيحي الوحيد في القطاع. 

وأوضح أن المستشفى المعمداني كان قد تأسس في عام 1882 على يد البعثة التبشيرية التابعة لإنجلترا، ليكون مؤسسة طبية إنسانية تلتزم بتقديم الرعاية الطبية لجميع المرضى دون تمييز.

المستشفى المعمداني: تاريخ طويل في خدمة الإنسانية

ويُعد المستشفى المعمداني في غزة من أقدم المنشآت الطبية في القطاع، حيث أسس في القرن التاسع عشر ليقدم خدماته لجميع الفئات دون النظر إلى الدين أو العرق.

وهو المستشفى المسيحي الوحيد في غزة، ولعب دورًا مهمًا في تقديم الرعاية الصحية للعديد من الفلسطينيين، خاصة في الأوقات العصيبة خلال الحروب والصراعات.

وأضاف القس بندر أن المجلس ينتظر تقارير إضافية حول الأضرار التي لحقت بالمستشفى وكيفية تأثير ذلك على قدرة الطاقم الطبي على مواصلة تقديم خدماته لمئات الجرحى والمرضى الذين يدخلون المستشفى يوميًا.

الإدانات تتوالى من المؤسسات المسيحية

أصدرت أبرشية القدس الأسقفية بيانًا شديد اللهجة دانت فيه الهجوم على المستشفى المعمداني، مؤكدة أن هذه الهجمات هي المرة الخامسة التي يُستهدف فيها المستشفى منذ بداية الحرب في عام 2023.

وأشارت الأبرشية إلى أن القصف وقع في صباح أحد الشعانين، وهو يوم يكتسب قدسية خاصة في التقويم المسيحي، حيث يحيي المسيحيون ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس.

ودعت الأبرشية جميع الحكومات والشعوب ذات النوايا الحسنة إلى التدخل العاجل لوقف جميع أنواع الاعتداءات على المؤسسات الطبية والإنسانية، مشددة على أن هذا الهجوم يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المنشآت الطبية.

التهديد المستمر على المستشفيات والمرافق الإنسانية

أفاد "مراسل العربية" أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت فجر اليوم المستشفى المعمداني بصاروخين، مما أدى إلى تدمير مبنى الاستقبال والطوارئ بالكامل، بالإضافة إلى تدمير المختبر والصيدلية في المنشأة. 

وتسبب الهجوم في إلحاق أضرار بالغة بالمرافق الطبية، ما أجبر عشرات الجرحى والمرضى والعاملين في المستشفى على مغادرته بسرعة واللجوء إلى الشوارع المحيطة.

التهديدات المستمرة على المستشفيات في قطاع غزة تواصل تصعيدها، إذ تسعى إسرائيل إلى تدمير البنية التحتية الطبية في إطار عملياتها العسكرية المستمرة، وهو ما يفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر.

مجزرة سابقة في ساحة المستشفى المعمداني

يحمل مستشفى المعمداني في غزة ذكرى مأساوية أخرى، حيث تعرضت ساحة المستشفى في 17 أكتوبر 2023 لقصف إسرائيلي مروع أسفر عن استشهاد نحو 500 فلسطيني، من بينهم مرضى ونازحون كانوا موجودين في المستشفى طلبًا للرعاية الطبية. 

وتعد هذه المجزرة واحدة من أكثر الهجمات دموية على المرافق الطبية في القطاع، مما يعكس استهداف إسرائيل الممنهج للمستشفيات.

الدعوة للوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية

يتزايد قلق المجتمع الدولي بشأن تصعيد الهجمات على المؤسسات الطبية في غزة، حيث تعد هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتحديًا للمواثيق التي تحظر استهداف المنشآت الطبية. 

ويدعو العديد من المنظمات الإنسانية الدولية إلى تدخل فوري من أجل حماية المدنيين والمرافق الطبية في القطاع.

وفي ظل هذا التصعيد المستمر، فإن الوضع في غزة يظل مقلقًا للغاية، مع استمرار الاعتداءات التي تستهدف البنية التحتية للمستشفيات وغيرها من المنشآت الإنسانية، مما يزيد من معاناة المدنيين ويفاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع.