نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأمريكيون يشعرون بالبؤس.. أمريكا تتراجع لأدنى تصنيف لها في أحدث تقرير عالمي للسعادة - أحداث اليوم, اليوم الجمعة 21 مارس 2025 12:16 صباحاً
يكشف تقرير السعادة العالمي لعام 2025، الصادر عن مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد، عن تحولات ملحوظة في تصنيفات السعادة العالمية.
وفقا لقرير مجلة التايم الأمريكية، لا تزال فنلندا تتبوأ لقب أسعد دولة في العالم للعام الثامن على التوالي، تليها دول الشمال الأوروبي الأخرى بفارق ضئيل.
مع ذلك، يبرز التقرير تطورًا مثيرًا للقلق، وهو تراجع الولايات المتحدة إلى أدنى تصنيف لها على الإطلاق في السعادة، حيث تحتل الآن المركز الرابع والعشرين، مسجلةً تراجعًا كبيرًا عن ذروتها في المركز الحادي عشر عام 2012.
هيمنة دول الشمال الأوروبي على السعادة العالمية
يُظهر التقرير السنوي، الذي يعتمد على بيانات من مؤسسة جالوب وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، استمرار هيمنة دول الشمال الأوروبي على أعلى التصنيفات. تحتل فنلندا والدنمارك وأيسلندا والسويد المراكز الأربعة الأولى، مما يُبرز متانة هياكلها الاجتماعية، وثقة مواطنيها بها، وروابطها المجتمعية.
تظل هذه الدول نماذج لما يحدده التقرير كعوامل أساسية تُسهم في السعادة الوطنية: الثقة، والتواصل، والدعم المتبادل.
يؤكد جون كليفتون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة جالوب، على أهمية هذه العناصر، قائلاً: “السعادة لا تقتصر على الثروة أو النمو، بل تشمل الثقة، والتواصل، ومعرفة أن الناس يدعمونك”. وتؤكد الدراسة على الحاجة إلى روابط مجتمعية أقوى، وأهمية الاستثمار في العلاقات الإنسانية لبناء مجتمعات واقتصادات مرنة.
اقرأ أيضا..
الروابط الاجتماعية كعوامل رئيسية للسعادة
إلى جانب المقاييس التقليدية للثروة والصحة، يُسلط التقرير الضوء على عوامل بسيطة لكنها مؤثرة تُؤثر على السعادة. فمشاركة الوجبات مع الآخرين، والحصول على دعم اجتماعي موثوق، والعيش في أسر أكبر، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمستويات أعلى من السعادة.
على سبيل المثال، وجدت الدراسة أن الأسر التي تضم أربعة إلى خمسة أفراد شائعة بشكل خاص بين أسعد الدول، بما في ذلك المكسيك ودول أوروبية مختلفة.
من النتائج المثيرة للاهتمام التي توصل إليها التقرير أهمية الإيمان بلطف الآخرين. فالأشخاص الذين يعتقدون أن الآخرين سيعيدون لهم محفظة مفقودة هم أكثر سعادة بشكل عام. تكشف الدراسة أن المعدلات الفعلية لإعادة الحقائب المفقودة أعلى بكثير مما يتوقعه الناس، حيث تتصدر دول الشمال الأوروبي قائمة السلوكيات المتعلقة باللطف.
الولايات المتحدة تتراجع إلى مستوى منخفض جديد
على النقيض تمامًا من الدول الأعلى تصنيفًا، شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا كبيرًا في مستوى السعادة، حيث احتلت المرتبة 24، وهو أدنى مركز لها على الإطلاق. ويشير التقرير إلى عدة عوامل ساهمت في هذا الانخفاض، لا سيما تزايد عدد الأمريكيين الذين يتناولون الطعام بمفردهم.
فعلى مدى العقدين الماضيين، ارتفع عدد الأشخاص الذين يتناولون الطعام بمفردهم بنسبة 53%، مما يشير إلى انهيار في الترابط الاجتماعي. وقد أدى هذا الاتجاه، إلى جانب تحديات أخرى، إلى انخفاض ملحوظ في الرضا عن الحياة في جميع أنحاء البلاد.
يعكس هذا التراجع في تصنيف الولايات المتحدة تغيرات مجتمعية أوسع نطاقًا، بما في ذلك تنامي الانقسامات وانعدام الثقة داخل المجتمعات. ويشير التقرير إلى أنه في حين أن الثروة والصحة لا تزالان أساسيتين للرفاهية الوطنية، فإن الشعور بالانتماء والدعم لا يقل أهمية عن السعادة.
الاتجاهات والمخاوف العالمية
يسلط التقرير الضوء أيضًا على المخاوف العالمية، لا سيما بين الشباب. أفاد ما يقرب من 19% من الشباب حول العالم بأنهم لا يجدون من يلجأون إليه للحصول على الدعم الاجتماعي في عام 2023، بزيادة قدرها 39% عن عام 2006.
يمثل هذا الشعور المتزايد بالعزلة بين الشباب تحديًا كبيرًا للعديد من الدول، إذ يُعد الدعم الاجتماعي عاملًا حاسمًا في الرضا العام عن الحياة.
لا تزال أفغانستان الدولة الأكثر تعاسة على مستوى العالم، تليها سيراليون ولبنان. كما يشير التقرير إلى المعاناة غير المتناسبة التي تواجهها النساء الأفغانيات، اللواتي يُفدن بحياة صعبة للغاية في ظل الظروف الحالية.
العوامل المؤثرة على السعادة
لا يزال تقرير السعادة العالمي يتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر المتوقع، والدعم الاجتماعي، والحرية، والكرم، وإدراك الفساد. ويتعاون خبراء من مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع، لتحليل التصنيفات وشرح الاختلافات الملحوظة بين البلدان وعلى مر الزمن.
تشير النتائج إلى أنه في حين أن التنمية الاقتصادية وتحسين الصحة أمران حيويان، فإن الرفاهة المجتمعية تعتمد أيضاً بشكل كبير على الثقة، والاتصالات الاجتماعية، والحرية في العيش دون خوف من الفساد أو الانهيار المجتمعي.
.
تم .
0 تعليق