حذرت شركة بي إم دبليو العملاقة في صناعة السيارات من أن أرباحها قد تشهد انهيارًا يقدر بحوالي مليار يورو على الأقل خلال عام 2025، في ضوء التصعيدات الحادة في الحروب التجارية بين القوى الكبرى في العالم.

وجاءت هذه التوقعات في أعقاب سلسلة من التوترات التجارية التي أثرت بشكل سلبي على سوق السيارات العالمي، وأدت إلى تغييرات كبيرة في السياسات الجمركية.

الحروب التجارية تؤثر على بي إم دبليو

في تصريحات مثيرة للقلق، أوضح أوليفر زيبس، المدير التنفيذي لشركة بي إم دبليو، أن التحولات الأخيرة في سياسة التجارة العالمية، بما في ذلك فرض ضرائب جمركية مشددة، قد تؤثر بشكل كبير على الأداء المالي للشركة.

وقال زيبس إن BMW تواجه تحديات جادة بسبب الضرائب الجمركية الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين.

وهذه الضرائب تشمل العديد من السيارات الكهربائية التي تنتجها BMW في الصين وتصدرها إلى الأسواق الأوروبية، ويعكس هذا الإجراء تداعيات الحرب التجارية المستمرة بين أوروبا والصين، والتي أصبحت تهدد بشكل مباشر صناعة السيارات العالمية.

بي إم دبليو

التهديدات الأمريكية والمكسيكية

تواجه BMW خطرًا آخر يتمثل في الإجراءات الجمركية الصارمة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تستهدف السيارات المستوردة من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.

وتأتي هذه الضرائب في إطار محاولة الولايات المتحدة لحث الشركات العالمية على نقل خطوط الإنتاج إلى داخل الأراضي الأمريكية، مما يعكس تحديًا آخر أمام بي إم دبليو التي لديها مصانع في تلك الدول، ويضع مزيدًا من الضغط على سلسلة الإمداد العالمية.

اقرأ أيضًا: 

آمال في التوصل إلى تسويات تجارية

ورغم هذه التحديات، لا تزال بي إم دبليو متفائلة قليلاً بشأن التوصل إلى تسويات تجارية قد تخفف من وطأة هذه الضرائب، حيث وأكد زيبس أن الشركة تأمل في أن تسعى الولايات المتحدة وشركاؤها التجاريون إلى حل للأزمة التجارية بشكل يخفف من وطأة الرسوم الجمركية.

وأضاف أن BMW تدرك تمامًا أنه في حال استمرار الحرب التجارية مفتوحة المدى بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين، فإن هذه النزاعات قد تؤدي إلى خسائر طائلة للعديد من الصناعات، بما في ذلك صناعة السيارات، التي تعد أحد أكثر القطاعات تأثراً بالتوترات التجارية.

الآثار على أرباح بي إم دبليو

من جهة أخرى، تعكس الأرقام الحالية الوضع الصعب الذي تواجهه بي إم دبليو في الوقت الراهن، حيث سجلت الشركة تراجعًا حادًا في أرباحها الصافية خلال عام 2024، حيث انخفضت بنسبة ثلث تقريبًا، لتصل إلى 7.68 مليار يورو، نتيجة لتراجع مبيعاتها في السوقين الرئيسيين الصين و ألمانيا.

وكان لهذا التراجع في المبيعات تأثير ملموس على الإيرادات، في وقت تواجه فيه بي إم دبليو صعوبة في شحن وتسليم موديلاتها في بعض الأسواق الرئيسية، مثل الولايات المتحدة و الصين.

التحديات في الأسواق العالمية

يتعين على بي إم دبليو أن تتخذ خطوات استراتيجية حاسمة لضمان استدامة نموها في المستقبل، بينما تأمل الشركة في أن يتم تخفيف تداعيات الحروب التجارية وتخفيف الرسوم الجمركية في المستقبل القريب، إلا أن الشكوك حول استقرار البيئة التجارية العالمية تظل قائمة.

وعلى BMW أن تتكيف مع هذه التغيرات السريعة في السوق وأن تواصل الاستثمار في التقنيات المستقبلية، مثل السيارات الكهربائية و التقنيات الذكية، للتعويض عن الخسائر المحتملة وتأكيد مكانتها في السوق العالمية، ومن جانب آخر، سيكون من الضروري أن تواصل بي إم دبليو التركيز على تطوير استراتيجيات مرنة تتناسب مع تطورات السياسات التجارية العالمية لتجنب أي أزمات مستقبلية.

اقرأ أيضًا: 

وبناءً على ما ذكرته BMW، فإن الشركة قد تواجه تحديات ضخمة خلال السنوات القادمة في ظل تصاعد الحروب التجارية، وفرض الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة من دول مختلفة.

ومع ذلك، لا تزال بي إم دبليو تتمتع بآمال في التوصل إلى تسويات تجارية تقلل من آثار هذه النزاعات وتساعد في تخفيف الخسائر المحتملة، ولكن في الوقت الحالي، تبقى الأوضاع الاقتصادية العالمية غير مستقرة، مما يضع بي إم دبليو في مواجهة تحديات كبيرة قد تؤثر على نتائجها المالية في المستقبل القريب.

.
تم .