الرياض - أ ف ب
اختتمت محادثات مغلقة استمرت 12 ساعة بين مسؤولين أمريكيين وروس، الاثنين، في السعودية للبحث في هدنة جزئية محتملة في الحرب الدائرة في أوكرانيا، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب في البلاد.
وسيصدر البيت الأبيض والكرملين، الثلاثاء، بياناً مشتركاً يلخّص المفاوضات التي كانت موسكو توقّعت أن تتّسم بـ«الصعوبة»، وفق ما أفادت وكالات أنباء روسية.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إيجاد تسوية سريعة للحرب، آملاً أن تمهد المحادثات في الرياض لتحقيق اختراق. وغداة محادثات أمريكية-أوكرانية، اجتمع الفريقان الأمريكي والروسي خلف أبواب مغلقة في أحد فنادق الرياض، حيث طُرحت إمكانية إحياء اتفاقية البحر الأسود لعام 2022.
وقال مسؤول في الوفد الأوكراني: «ننتظر راهناً نتائج الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا». وتوقع إجراء لقاء آخر مع الولايات المتحدة، الاثنين. وينتظر الوفد الأوكراني في مكان قريب تحسباً لإحراز تقدم.
وبحسب إذاعة «سوسبلينا» الأوكرانية العامة، فإن الوفد الأوكراني سيظلّ في الرياض، الثلاثاء، لإجراء جولة محادثات جديدة مع نظيره الأمريكي.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، بعد أيام من المشادة الكلامية بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، وافقت أوكرانيا على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، خلال محادثات في جدة، وهو مقترح رفضه الروس لاحقاً.
- مناقشات حول البحر الأسود
ويدرس المسؤولون الآن إمكانية استئناف اتفاقية البحر الأسود للحبوب، وهي اتفاقية مدتها عام سمحت بشحن ملايين الأطنان من الحبوب، وغيرها من صادرات الأغذية من موانئ أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في إحاطته اليومية،: إن «مسألة اتفاقية البحر الأسود وجميع الجوانب المتعلقة بتجديدها مطروحة على جدول الأعمال اليوم».
وأضاف: «كان هذا اقتراح الرئيس ترامب، ووافق عليه الرئيس بوتين. وبهذا التفويض، سافر وفدنا إلى الرياض».
وكان من المقرر في الأصل أن يجري الأمريكيون محادثات منفصلة متزامنة مع الوفدين الأوكراني والروسي، قبل أن يتم التحول إلى إجراء جولات محادثات الواحدة تلو الأخرى مع كل طرف.
وانتهت اللقاءات بين الوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، والأمريكيين في وقت متأخر من ليل الأحد.
وقال مصدر مطلع، إن الفريق الأمريكي يترأسه أندرو بيك، أحد كبار مسؤولي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، ومايكل أنتون وهو مسؤول كبير في وزارة الخارجية.
وأعلن عمروف أن جولة المحادثات في الرياض لوضع حد للحرب كانت مثمرة ومركّزة. وأضاف عبر شبكات التواصل الاجتماعي: «أثرنا نقاطاً رئيسية بينها الطاقة»، مضيفاً أن أوكرانيا تسعى إلى تحقيق هدفها المتمثل في «سلام عادل ومستدام».
من جهته، أظهر ستيف ويتكوف موفد الرئيس دونالد ترامب تفاؤلاً، الأحد، قائلاً، إنه يتوقع إحراز «تقدم حقيقي» خلال المحادثات.
وصرّح ويتكوف لمحطة «فوكس نيوز»: «أظن أنكم سترون في السعودية، الاثنين، تقدماً حقيقياً، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على سفن البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل».
- أسئلة عالقة
وبادر بيسكوف إلى خفض سقف التوقعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة، قائلاً للتلفزيون الروسي، الأحد: «هذا موضوع معقد للغاية، ويتطلب الكثير من العمل». وأضاف: «لسنا سوى في بداية هذا الطريق»، مشيراً إلى أن ثمة أسئلة كثيرة عالقة حول كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار. وقال بيسكوف إن «مفاوضات صعبة تنتظرنا».
وفيما رفض الرئيس فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري لمدة 30 يوماً، اقترح أن يقتصر الأمر على وقف الهجمات على منشآت الطاقة.
من جهته، قال مسؤول أوكراني كبيرفي وقت سابق، إن كييف ستقترح وقفاً أوسع لإطلاق النار، يشمل الهجمات على منشآت الطاقة والبنية التحتية والضربات البحرية.
الاثنين، وبالتزامن مع المحادثات في السعودية، أدى هجوم صاروخي روسي على مدينة سومي الأوكرانية إلى إصابة قرابة 90 شخصاً، بينهم 17 طفلاً، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
من جانبها، أعلنت شركة السكك الحديد الأوكرانية، أنها تتعرض لهجوم إلكتروني متطور منذ، الأحد. ولم تُفصح الشركة عن هوية الجهة المسؤولة عن الهجوم أو من يقف وراءه، لكنها قالت إن خدماتها مستمرة. وفيما تتواصل الضربات المتبادلة، حض زيلينسكي، حلفاء بلاده على ممارسة ضغوط جديدة على روسيا.
وقال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد: «ثمة حاجة إلى قرارات جديدة وضغوط جديدة على موسكو لإنهاء هذه الضربات وهذه الحرب».